لا يُمكن لتفاصيل أن تُذكر بهذه الدقة ... إلا إن عيشت مجددًا، وهو ظن أنه يعيشها ثانيةً في كل لحظة، بكل صوت حوله ... وبكل لمسة لامس الهواء بها جلده ... بكل حبة عرق انسكبت عن جبهته ... يشعر بضعف اللحظة وقوتها معًا في آن واحد.
ظن أن هناك خللًا في ذاكرته جعلها تعمل أسرع وأقوى مما يجب بمراحل، تتدفق دفعة واحدة كضربة موجعة جدًا داخل رأسه وأذنيه، مع طنين حاد ... لكن كل ذلك كان لحظيًا، زال الألم الجسدي ... فقط بقيت الذكرى وكل ما احتوته من ألم ... آخر لحظة بينهما، الوداع ... توسلاته العقيمة، الاعتذار الدافئ والبارد في الوقت ذاته.
انحنت شجرة البتولا قليلًا نحو النافذة ... الهواء كان حارًا، وأثر لكمة كلارينت على وجنته ما زال ساخنًا ... صفّقت النافذة بكفيها مرتين وأثارت بعض الغبار، أخذ يتذكر تلك اللحظة حين أمسك يد ماكسيل لأجل قلب الحجر كمصدر طاقة سماوي غمره وجعله يظن أن جسده قد يطفو محاطًا بغبار كوني ذهبي، شعر أنه صار خفيفًا جدًا، متوحدًا مع القالب الكوني، القوة تتحلق حوله في الأرجاء ... هذه هي الحرية التي يشعر بها السحرة السماويون حين يرتبطون مع السماء إذًا، شعر أنه صار جزءًا من السماء وأنه وجد مكانه الحقيقي كنجم.
ثم كان عليه دمجها مع قواه الخاصة والتي لا تكفي حقًا ... فأمسك يد كلار غير الواعي، وراح يستعير قوة توأمه ويوجهها ... يسير كل شيء نحو هدف واحد، القفل الموجود داخل عقله.
كان يرى الآن بوضوح ما يعنيه أن يكون الوريث ... وما يعنيه سحر القفل والمفتاح، هيئة ذلك السحر وطبيعته ... تشكل مرئيًا داخل عقله كسلسلة معدنية زرقاء مضيئة، غليظة ومتشابكة جدًا، الفواصل بين حلقاتها محكمة ... لا يجد من ثغرة.
مد يده ... لمسها، فاضطربت واضطرب هو ... كانت سلسلة حية، مصنوعة من طاقة سحرية خام، وكل منهما يؤثر في الآخر ... حاول شدها بأقوى استطاعته، ولم يحصل أي شيء سوى آثار حروق طفيفة في باطن كفيه ... لم يشعر بحرارتها، لكنها كانت تحرق كل من يحاول لمسها بطريقة خاطئة، ودون إذن.
فهم وقتئذ لماذا الاسم غير الشائع له هو سحر السلسلة ... شيء لا يمكن أن يفهمه إلا الوريث.
أدرك ما عليه فعله ... كان عليه فك حلقات السلسلة واحدةً واحدة، بالسحر ... وتساءل، إن كان فك الختم بهذه الصعوبة، فكيف بإنشائه؟ إنشاء حلقات السلسلة واحد واحدة، خلقها بالسحر وربطها ... ما مقدار القوة غير البشرية التي وصل إليها والده ليفعل شيئًا كهذا ويقيد به دماء سحرة العالم أجمعين؟
تعويذة كهذه قد تستهلك حياة أي ساحر.
تساءل ... ونمى في قلبه خوف مطلق من طبيعة هذا الشخص الذي يريد كسر الختم ليتذكره، راجع كلام كلارينت ... كاد يتراجع، لكنه وجد أول حلقة تنكسر وتتفتت بين يديه، فقرر أن يتابع حتى النهاية.
أنت تقرأ
ُمتفرَّد: ذهبي
Fantasyكان يملك عقلًا من ورق ... وقلبًا من شظايا زجاج ... هناك حيث مزقتنا الورقة الأخيرة التي لم نظن أننا سنصلها يومًا ... هناك حيث لم يبقى أحد، حيث لم أجد إلا حكاية عشوائية. هل يُستهلك الشعور حتى رمقه الأخير ... حد الفراغ؟ هنا حكاية الذي ما كان عليه أن...
