ركض كريسنت ستيفانوس نحو الداخل مرتعبًا بعد أن جال حديقة المنزل حوالي خمس مرات جريًا، لم تكن رياضة صباحية بقدر ما هي مهمة حياته المستحيلة ... البحث عن شبح في وضح النهار.
من الواضح أن الإجازة التي أخذها كيلارد في الأيام الماضية من ممارسة مهنته كشبح يختفي ويظهر فجأة ... قد انتهت الآن، وعاد إلى عمله المعتاد.
بحث كريس داخل المنزل مجددًا ... تمشيطًا سريع، ثم نزل السلالم راميًا زخم كتلته بأكمله انزلاقًا نحو الأسفل، لم يراقب خطاه ... حتى أنه لم يكُ قادرًا على التوقف حين تعثر بالدرجة السفلية الأولى واستمر راكضًا نحو الباب.
أوقفه اصطدام مفاجئ بعثر شعره على عينيه فأغمضهما وفرك جبهته، ثم أراد الاعتذار والتحقق أن مكان اصطدامه بخير ... رفع رأسه، وتراجع تمامًا عن قلقه على الآخر، بل أتبعها بشهقة رعب طويلة وتراجع نحو الخلف متعثرًا.
مد كيلارد يده نحو كريسنت القابع على الأرض ...دعوة مساعدة على النهوض" لماذا تبدو كأنك رأيتَ شبحًا؟ "
- " لأني رأيت واحدًا! " أجاب تلقائيًا كأنه أكثر شيء منطقي في العالم، عدا أن المنطق يفرض الهروب من الأشباح ... بينما هو يبحث عن واحد منهم.
قطعت يده نصف الطريق، تمتد ... تكاد تمسك بالإنقاذ الصغير المُعطى لها الذي تاقت له، إلا أنها توقفت بفاصل من ذكرى، وثلاث حركات نحو الأمام أكثر، بقيت يداهما معلقتين في الهواء ... منفصلتين، وبعيدين، تبتعدان أكثر ... قبل أن يقرر كريسنت أخذ يده لجانبه، والوقوف بمفرده بينما ينظف حنجرته ويحول نبرته إلى الرسمية المطلقة.
ظن أنه غادر مجددًا بالطبع ... وكيلارد عبس لأجل الثقة الكبيرة التي يتلقاها من الجميع هنا، مصداقيته بالنسبة لهم تُقاس بما هو أدنى من الصفر، ومهما أعطى وعودًا ... فإن انتظار نتيجتها من قِبل الآخرين كانتظارهم للناتج من تفاعل الماء مع الماء، لا شيء.
- " جدي أخبرني أن أوقظك للإفطار ... لم أجدك، لذا ظننتك ... لن تعود، كالمعتاد "
كاد كريسنت ينسى أنه يتصرف بخصام معه، فأضاف أحمالًا إضافية من الرسمية لصوته، حتى كاد الصوت يسقط من شدة ثقله غير المناسب لملامحه، أخفى قبضتيه المتعرقتين خلف ظهره، وشدهما على بعضهما حيث يظن أن كيلارد لن يلحظ.
لم يرغب بأن تأخذ الأمور منحىً طبيعي، كان ينتظر من كيلارد أن يكون صريحًا وحقيقيًا ولو لمرة واحدة في حياته ... أن يبدأ بنفسه، ويقترب دون أن يقوم الآخرون بتسهيل الأمر عليه وتقليص المسافات ... أراد كريسنت من كيلارد أن يخطو تلك المسافة بنفسه.
لم يرد أيًا من هذا الود المزيف ... كان خدعة، إن قبل بها، فقد فرصته في الحصول على كلمة حقيقة، أراد أن تتوقف كل تلك الإدعاءات والأعذار.
أنت تقرأ
ُمتفرَّد: ذهبي
Fantasyكان يملك عقلًا من ورق ... وقلبًا من شظايا زجاج ... هناك حيث مزقتنا الورقة الأخيرة التي لم نظن أننا سنصلها يومًا ... هناك حيث لم يبقى أحد، حيث لم أجد إلا حكاية عشوائية. هل يُستهلك الشعور حتى رمقه الأخير ... حد الفراغ؟ هنا حكاية الذي ما كان عليه أن...