51

715 83 346
                                    

« نحتاج إلى قدر كبير من الحب لنكون قادرين على قول الحقيقة »

سمعها إرفين ستيفانوس يومًا ما، وآمن بها ... ثم قام بها وطبقها لأنه امتلك ما يتجاوز بكثير الحد الأدنى من الحب الذي يجعل المرء يكره رؤية الآخر مخدوعًا.

قل الحقيقة ... ولن يكون يكون هناك ما تخشاه.

قل كذبة، وستخسرهما يومًا ما.

ربما كان حفيداه صغيرين أكثر من أن يستوعبا ذلك حينئذ، لكنهما فعلا في النهاية حين أخبرهما من هما حقًا، من والدهما ... وكيف أراد ذلك الأب رفضهما.

أحدهما هو الوريث بأي حال، سيكتشفان ذلك يومًا ما بمفردهما إن لم يكن هو المصدر، خشي أن يعلما من أي مكان آخر سواه ... ثم يبتعدا عنه، لم يحتمل تلك الفكرة قَط.

كان عليهما أن يعلما في سن مبكرة جدًا من هما ... ما هما، من هو ... وما هو، لئلا يتعرضا لخطر الجهل، ليحتاطا بحذرهما.

حفيداه لم يبدوا يومًا كأي طفلين طبيعيين ... كلارينت أظهر ميولًا للعنف والغضب، لا يستطيع خلق انسجام أو تفاهم مع الآخرين، ولا يسعى لذلك حتى.

الآخر كريسنت حساس أكثر مما ينبغي، مضطرب نفسيًا بدأ يرتاد بعض المعالجين والأطباء النفسيين في سن مبكرة للتعامل مع وسواسه، القلق ونوبات الهلع.

لم يكونا مقربين من بعضهما حقًا مهما حاول ذلك، كأنهما يتصرفان كالأخوة أوقات الحاجة فقط، لا يتحدثان معًا في العادة حتى ... لكن أليثيا كانت تجبرهما على الاجتماع في عناق جماعي ثلاثي في كل مرة ... عناق لا يبدي كلارينت نحوه رد فعل، لكن كريسنت يغمض عينيه ويسترخي كثيرًا خلاله.

جلس كيلارد على السرير الواسع بعض الوقت يحدق بالفتى فاقد الوعي، الذي يغرس أصابعه في الوسادة متشبثًا بها ... يغفو بشكل جانبي، عضلات كتفيه وعنقه متقلصة ... يشد نفسه نحو نفسه.

مد يده ودفع بمجموعة خصلات مبعثرة تغطي ملامح الفتى نحو ما خلف أذنه، إن كانت ليليان حية، ما الذي ستقوله حيال الأمر؟ ثم كيف كانت لتتصرف مع طفلين بهذه الشخصيات المُحطَمة؟

اشترك كريسنت وكلارينت بشيء واحد رغم كل الاختلافات ... سوء قدرتهما على البوح والحديث، كلاهما كان كتومًا بطريقة مختلفة.

حين كان كريسنت طفلًا بالكاد بلغ العاشرة، اعتاد كتابة رسائل سرية يحكي فيها تفاصيل أيامه، أحداثه، مشاعره، مخاوفه، كل ما يطرأ له من فكر أو شعور ... كانت طريقته في التواصل مع العالم الخارجي.

أحب الرسم كثيرًا ... اعتاد أيضًا رسم صور عائلية طفولية وتركها مع الرسائل، ومع باقات من الأزهار كل يوم في المقبرة ... حيث قبر والده، صارت عادة له تجعله يستمر في الحياة ... ينتظر نهاية كل يوم وصباح اليوم التالي ثم أوقات ما بعد المدرسة ليحظى بوقته الخاص مع رسائله ورسومه، وقبر صديقه الخيالي ... والده.

ُمتفرَّد: ذهبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن