يُقال أن للأكاذيب أحبالًا قصيرة ... فإذًا، ما طول حبل السر قبل أن يتم إمساكه؟
لطالما ظنا الأسرار حبالًا، لكن سرهما أفعى، ربما هذا ما يعنيه رمز الأفعى المُختار من قبل كيلارد ستيفانوس لسحرة بروميثيوس ... أن أسراره أفاعٍ، قد تنكشف، لكنها ستلدغ، وسيفي بالتوقعات ... يسمم، ويتعافى ... رمز النهاية والبداية، الانسلاخ والتجدد.
بدأ الأمر توًا مع كريسنت وكلارينت ...
بدآ يصابان بالأعراض الجانبية للحقيقة، لهويتيهما، ولاسمه.
عقب نهاية الدوام المدرسي الذي فوته ماكسيل لذاك اليوم، كانت هناك عصابة ثلاثية تنتظر كريسنت أمام أسوار المدرسة ... تعمدوا الاصطدام به وإسقاطه، وممارسة تسليتهم المعتادة ... جعله دمية تنمراتهم، في كل مرة لسبب مختلف ... والآن، جددوا أسبابهم منذ شيوع خبر أنه ابن الوريث، ابن كيلارد ستيفانوس.
لم يكن ممكنًا إخفاء الأمر بين صفوف السحرة ... تناقلوه أبًا عن ابن، وأصيب الجد إرفين بالجزع في النهاية، انساب النبأ من بين يديه، وذاع الصيت تمامًا ... حتى وصل مسامع الأطفال والمراهقين.
- " ألن تعتذر ستيفانوس؟ "
- " لا يبدو بأنه سيفعل، لأنه وريثنا السماوي ... " صمت الفتى المُحاط بتابعيه ثم أطلق ضحكة سفيهة صاخبة يتبعها " الفاشل ... " أكمل الآخران ضحكته عنه.
بينما كان كريسنت ينفض التراب عن خلف كتفه ... ويحاول التصرف كأنه لا يكترث، استدار صامتًا وبأسرع خطوات مشي لم تصل حد الجري بعد، ابتعد ... وابتعد، وهم لاحقوه بالمشي السريع ذاته لئلا يحولوها لمطاردة تثير الانتباه.
ما كان من كريسنت إلا التوقف حين وصل لزقاق فارغ بنهاية مسدودة بحاجز شبكي معدني ... يشكل إطلالة أبنية سكنية مهجورة سيتم هدمها وتجديدها قريبًا، نوافذ بلا سكان، أوعية نباتات طينية أو فخارية بلا مالكين ... لكن على يبدو فإن أحد عمال شركة المقاولات أشفق عليها وترك بعض الصنابير القديمة لتسقيها ... أحدها مثقوب بقي يسرب الماء ويغرق الأرضية.
صوت قطرات الماء أعلى بعضها بعضًا، خلفية سينمائية جيدة لمشهد انتظار طويل باهت كئيب، تموج فوق البحيرة الصغيرة وتموج معها رائحة صدأ الأنابيب المُهمَلة.
ابتل طرف بنطاله وحذاؤه النظيف الذي أسرف في مسحه صباحًا ... أزعجه ذلك، لكن ليس حد الهوس، ليس للحد الذي يكاد يفقد فيه عقله ... رفع طرف بنطاله منحنيًا يطويه وحسب.
قفزوا وسط المياه طائشين، يبللونه بالماء حديدي الرائحة أكثر، وينثرونه عليه، ضحكوا مجددًا ... وضع نفسه في موضع لا يُحسد عليه، حصر نفسه في مكان ضيق حيث لن تصله المساعدة، وطريق مسدود.
وهو فقط حمى وجهه بذراعه وأغمض عينيه، المرتعد الجبان لم يتغير، سواء أكان في أدنى مرتبة، أم أعلاها ... خوفه يجعله أحمق جدًا، قالوا الكثير من ذلك رغم أنهم لحظوا التغير في نظرة عينيه ... لاحظوا هدوءه المجرد من الخوف، الذي لا يشبه كريسنت الذي عرفوه.
أنت تقرأ
ُمتفرَّد: ذهبي
Fantasyكان يملك عقلًا من ورق ... وقلبًا من شظايا زجاج ... هناك حيث مزقتنا الورقة الأخيرة التي لم نظن أننا سنصلها يومًا ... هناك حيث لم يبقى أحد، حيث لم أجد إلا حكاية عشوائية. هل يُستهلك الشعور حتى رمقه الأخير ... حد الفراغ؟ هنا حكاية الذي ما كان عليه أن...