صبيحة يومي الموعود ...
رجوت للحظة لو أنه فعليًا لم يتحسن، أو صحا متعبًا على الأقل ... أما كل هذا النشاط؟
مددت يدي أبحث عن ولو واحد من الأغطية الثلاث التي بقيت طوال الليل أتكور أسفلها أثناء نومي جلوسًا على الأريكة ... لم أجد.
الحرارة كانت منخفضة كالمتجمٌد الشمالي ... تكورت أكثر، هذه هي برودة النتروجين السائل لكنها غازيًا.
لم أجد حلًا إلا أن أعتدل بالفعل، كانت طريقته لإيقاظي، تشغيل التبريد في غرفة المعيشة وخفض درجة الحرارة ... تجنبًا للمسي غالبًا، ما زال مرتبكًا من فعلها بشكل طبيعي دون سحب يده والتراجع ... علمت ذلك.
عيناه دكناء جدًا ... كما عرفتها في لقائنا الأول، بطبيعتها.
كان يرفع كوب قهوته عاليًا، متحمسًا وسعيدًا ... بدا وهلةً من الزمن أكثر انفتاحًا ومرحًا " نخب يومك المدرسي الأول! "
- " ارحمني واحصل لنفسك على طفل آخر! " تذمرت ... أحاول فتح عيني بأصابعي أكثر، فركهما بقوة.
- " ثم علي انتظار ست أعوام لأرافقه إلى المدرسة؟ حتمًا لا "
- " آد ... أنصت، أرجوك، إنه يومي الأول أنا، لا أنت ... فلمَ أنت متحمس عوضًا عني؟ "
- " سأوصلك إلى باب فصلك! "
- " قطعًا لا! "
- " أسير معك في الممرات إذًا؟ "
- " في أحلامك! "
- " البوابة الخارجية؟ "
رجاؤه الأخير ... ورفضي التام كسابقاته.- " لن تجتازها حتى! "
تهيأت وأعددت حقيبتي سريعًا، لعلي أتملص هربًا منه، لعلي أعدو نحو المدرسة وحدي، لففت وشاحي أستذكر ليلة أمس ... سيكون من اللطيف سؤاله عن تفاصيل حاله كإدعاء اهتمام أو ما شابه، لكن من أخطأ بي ظنًا وقال أني لطيف؟ لست، لن أسأل، وهو لم يفتح الموضوع من جديد.
حاولت الانسلال، أولًا علي أن أعرف في أي مرحلة من تجهيزاته هو ... وقفت أمام باب حجرته المفتوح، لم أدخلها من قبل ... لكنها عادية جدًا بأي حال، يعمد ذلك بكل الوسائل ... أن يكون أقل من عادي، شفافًا، يخفي حضوره، ألا يلفت الأنظار أبدًا ... في كل مرة جلسنا في مقهى ما خارجًا، يختار الزوايا كطبيعة من اللاشعور.
أمام خزانته البسيطة محدقًا محتارًا تمامًا ... يرتدي قميصًا أبيض، ويطرق على الخشب بتوتر ... فعلًا، أبسط اختيارات الحياة تسبب له قلقًا هائل ... هادئ ظاهريًا، لكني لطالما شعرت أنه موشك على الانهيار في أي لحظة ... كما لو أن تفاصيل الروتين مهما تكررت، تسلط عليه ضغطًا نفسيًا ما ... ولأعترف، حتى وجودي.
- " السترة ذات اللون السماوي ستبدو جيدة عليك اليوم " أومأ وسحبها من الخزانة فورًا ... ولا بد أني كنت أكثر من محق حيال كونها " جيدة " فهذه الألوان الخفيفة تلائمه جدًا.
أنت تقرأ
ُمتفرَّد: ذهبي
Fantasyكان يملك عقلًا من ورق ... وقلبًا من شظايا زجاج ... هناك حيث مزقتنا الورقة الأخيرة التي لم نظن أننا سنصلها يومًا ... هناك حيث لم يبقى أحد، حيث لم أجد إلا حكاية عشوائية. هل يُستهلك الشعور حتى رمقه الأخير ... حد الفراغ؟ هنا حكاية الذي ما كان عليه أن...