إن قُدر لي يومًا أن أكتب مذكراتي الخاصة، وإن امتلكت رفاهية حيازة قلم لي وحدي دون حُزم سميكة من شعور يكسر صاحب القلم إن حركه، وامتلاك حبره لسرد كل زوايا قصتي، فسأكتب أنه كان شخصين، أو ثلاثة ... لست واثقًا من قدرتي على الفصل في تعدد سماته في شخص واحد، شخصين، أو ثلاث شخوص ...عرفته يشعر أكثر مما يجب ...يحب أكثر مما ينبغي، يثق أكثر مما قُدر لبشري أن يفعل ... ويُجرح أكثر مما يمكن، بأسرع ما يمكن ... كل شيء عنده كان فقط أكثر مما ينبغي، مبالغات شعورية مطلقة.
هو ذاته الآن الذي يبدو فارغًا، وأكثر مما ينبغي ... بطريقة تشعرني أن إنسانيته ومشاعره لا تملك إلا حالتين، الوجود المطلق، أو العدمية المطلقة ... إشعالها، أو إخمادها تمامًا ... وكأن الحياة المعقدة الملحمية في داخله محكومة بفرقعة أصابع ... كيف يكون قادرًا على أداء الدورين تحت اسم واحد، اسمه هو ... الذي صار نطقه صعبًا.
وكأنه امتلك الكثير من الشعور، واستخدم الأكثر ... فاستهلكه كافته.
هل يُستهلك الشعور حتى رمقه الأخير ... حد الفراغ؟
عرفت الكثير عن الروح الطفولية البريئة التي امتلك، ثم رأيت ذلك الغضب الصامت ... اليأس الهادئ، يخمده عنوة لأن الطفل في داخله خائف منه، كان يدعي كثيرًا من الحماقة حين يكون على خشية من نفسه، أو مما حوله ... يتظاهر أن فهم ما يجري ليس من أولوياته، ذلك هو المجروح ... أما حين يُجرح أكثر، فهذا هو الذي لا أود رؤيته ... هو الحاذق دون أي رحمة، القادر على خوض أسوأ الحروب المعنوية فقط بالنظرة الثابتة التي ما ظننتها مما امتلك ... هذا هو، ثلاثة من هو حتى اللحظة ... ثالثهم، مجرد من أي شعور، يعطي العالم نظرة الغربة عنه، وأنا ... خشيت أن يبقى غريبًا عن هذه الحياة ... للأبد.
لم يعد يشعر ... أكثر مما ينبغي، وسيخسر أكثر مما ينبغي ... لكنه ليس مدركًا الخسائر ... لأنه ليس يشعر.
هذا هو ... الذي يعيش حريته من كل القيود، من كل المحيط، من كل الشخوص، متحرر من أضعف روابطه، ومن أقواها ... من خوفه ومن حبه.
هذا هو ... يبتدع طريقته الخاصة للهرب بعيدًا ... ربما يومًا ما، أبعد مما يجب.
أنت تقرأ
ُمتفرَّد: ذهبي
Fantasyكان يملك عقلًا من ورق ... وقلبًا من شظايا زجاج ... هناك حيث مزقتنا الورقة الأخيرة التي لم نظن أننا سنصلها يومًا ... هناك حيث لم يبقى أحد، حيث لم أجد إلا حكاية عشوائية. هل يُستهلك الشعور حتى رمقه الأخير ... حد الفراغ؟ هنا حكاية الذي ما كان عليه أن...