العهد القديم، وأحافير الماضي والتاريخ ... جميعها انتهت الآن.
أدرك ماتياس سالفاتور ذلك.
وأحاط علمًا أن النهايات لا تأتي إطلاقة واحدة ... ليست مصدرًا لغويًا لحظي، أو تعبير حالة مؤقتة وسريعة، بل فعلًا بدأ من الماضي ويستمر تأثيرها للحاضر ... لا صواب في قول أن أمرًا انتهى، بل أنه ينتهي.
تآكل بطيء ... يتولد في لحظة، ثم على مر سنوات، بل ربما عقود ... انحلال نووي بنصف عمر مديد.
والآن، الماستر وقف أمام المدفأة المبنية من القرميد في حجرة مكتبه ... يشم رائحة تفحم قديمة لا يمكنها أن تكون حقيقة، لم تُشعل هذه المدفأة منذ بعض الوقت ... تلك الكلاسيكية التي ملأ بها المنزل بأكمله وفي كل غرفة، ولا شيء من ذلك اليوم بدا بالجمال والأصالة التي كان عليه.
كان يحاول تحديد بداية للنهاية ... من فعلها؟ آدريان حين خالف كل القرارات وأنجب المتفرد؟ سيريوس حين اختاروه كمبتلع لطعمهم؟ هو حين كسر آدريان وجعله قابلًا لابتلاع طعوم الحب والعائلة من الأساس؟
أم أنها لحظة ولادة روي كمتفرد مختوم؟
اعتاد الماستر نقاش عوالقه المُقلقة مع نفسه ليلًا، ثم تحويلها إلى نصوص منسوخة ونقاشها مع روي نهارًا ... مع أن ابنه الأكبر ليس ممن قد يملك الجرأة الكافية لتطبيق قرار بمفرده، لكنه مستمع جيد ... جيد جدًا.
ربما بعد كل شيء كان الماستر يواجه صعوبات في رؤية روي كثير التردد والحذر، كثيرًا ما أراد وضعه في قلوب أحداث مصيرية، أو دفعه لفعل شيء لا تراجع عنه وسط الطريق ... على أن روي لا ينفك يلازم الزوايا والجدران ... كانت أعظم مشكلة قد يكون أي قائد أو ملك مستقبلي مترعًا بها.
خشي الوقت الذي سيكون عليه فيه أن يسلم دفة الاستقامة والاستدارة إلى روي ... مطبق مثالي للأحكام، لكنه قد يكون الأسوأ في سرعة أو صحة اتخاذها.
ربما ستُحاك خبرته مع الوقت ... أقنع الماستر نفسه، لا يمكن لمراقبة صنع القرار وإن دامت سنوات طويلة أن تحاكي اتخاذ ولو واحدًا صعبًا منها.
يعلم الماستر جيدًا ... منذ هذه اللحظة، وقريبًا جدًا ... سيُطالب بالتخلي عن سلطته ومنصبه، وسيكون عليهم الكفاح ليكون روي سالفاتور هو التالي، وليس شخصًا آخر يخدم مصالحه الخاصة ويهوي بالأماثيست، مكاناتهم وثرواتهم.
تسلم الماستر منذ الصباح الباكر برقيات من أغلبية أعضاء المجلس يحيطونه علمًا بضرورة عقد اجتماع طارئ لتحري صحة المزاعم التي وصلتهم ... لم يصدقها البعض منهم، وراح يتملق قائلًا أنه لا يشك بحقيقتها حتى وسيبقى في جهة الولاء ذاتها، لسالفاتور ... بينما الآخرون استخدموا لهجة هجومية.
ما كانت المزاعم إلا حكاية المتفرد الأصل ... منذ بدايتها، ختم بياتريس سالفاتور، كسر ماتياس سالفاتور الشاب للقانون، وابنه البكر المتفرد الأصل.
أنت تقرأ
ُمتفرَّد: ذهبي
Fantasyكان يملك عقلًا من ورق ... وقلبًا من شظايا زجاج ... هناك حيث مزقتنا الورقة الأخيرة التي لم نظن أننا سنصلها يومًا ... هناك حيث لم يبقى أحد، حيث لم أجد إلا حكاية عشوائية. هل يُستهلك الشعور حتى رمقه الأخير ... حد الفراغ؟ هنا حكاية الذي ما كان عليه أن...