كان هناك خمس بيادق، ملك، فارس، قلعة، وملكة ...
إيقاع حركتها المنتظم على الرقعة بدا كنقر أقدام دمى خشبية راقصة.
رتبها كيلارد تصنيفًا، كل مجموعة في جهة ... بدا يلعب القطع ويحركها في عقله قبل أن يتحدث، واقفًا، لا يستريح ... محنيًّا قليلًا والرقعة أمامه، يد على خاصرته، والثانية تغير الترتيب أو تعيده لسابقه.
محدقًا من الأعلى كأنه ينظر من قمة جبل شاهق، عليه أن يكون عينًا كبيرة وكل ما دونه دقائق أشياء يراها جميعًا في آن واحد، يواكب ويدرس كل شيء ... وضعيته ونظرته كانت باعثة للطمأنينة رغم صمته المفرط، لم يستطع تغيير عاداته في الانفرادية.
كره العمل الجماعي ... كرهه حقًا، والكل يتطلع ناحيته ينتظر منه أي إشارة.
آدريان يسند ظهره للكرسي بزاوية أكثر من تسعين درجة، ينتظر خطأً ليعترضه، هذه نوايا هجومية، ونصف دفاعية ... عاقدًا ذراعيه لصدره.
ستيلاريس لا تعلم إن كان عليها القيام أم الجلوس ... إحدى يديها تمسح على قلادتها، رمز سيريوس، تتمسك بها ثم تعتصرها.
لن تفقده أيضًا ... لن تفعل، سبق وأن فقدت عائلتها بأكملهم، لكن ليس هو.
روي يمسك قلمًا وقد هيأ مجموعة من الأوراق التي لا أحد يعلم لأي غرض، سوى أنه روي، هناك أوراق وقلم برفقته دائمًا.
آدريان نفد صبره، وربما كان الفرد الوحيد هنا الذي لن يمانع الضغط نفسيًا على كيلارد حد السحق.
- " إذًا؟ "
صارخة الحدة، لكن لم يتعارض ذلك مع العصف الذهني الذي يعيشه كيلارد، حتى أنه لم يبدِ الانزعاج المعتاد لأي فرد يتم استعجاله، والتشكيك به ... فُرِّغت من نبرتها ومحتواها، وأوقظته كمجرد صوت، ذكرته أنه ليس في قلعته، هناك أشخاصًا آخرين هنا ... فعدّل قامته، وراح يشير إلى القطع بإصبعه من على مسافة قليلة، دون لمسها
- " البيادق الخمس هي نحن ... تمثلنا " واصطفت خمسة منها جوار بعضها.
هو، روي، آدريان، ستيلاريس ... وأليثيا.
لا تملك البيادق أي امتيازات، ولا تسير إلا نحو الأمام، لكنها تحيد عن مسارها وتأخذ خطوة جانبية حين تقتل، وتترقى إلى ملكة إن وطأت نهاية الطريق.
لا يحذر الكثيرون منها ... لأنهم لا يرونها قادمة.
كانت البيادق تطعن ... جانبيًا، وتصنع لنفسها تاجًا.
تخلق تاجًا، لا تسرقه.
الملك ... مثّل المجلس، الأعلى رتبةً وغرورًا لكنه محدود الحركة، ليس له إلا مربع واحد ... لا يمكن لتحركاته إلا أن تكون متصلبة، ومتوقعة.
الفارس كان العقرب، قفزات لا يمكن السيطرة عليها ولا إيقافها ... لن تعيق طريقه إن واجهتَه مباشرةً.
أنت تقرأ
ُمتفرَّد: ذهبي
Fantasyكان يملك عقلًا من ورق ... وقلبًا من شظايا زجاج ... هناك حيث مزقتنا الورقة الأخيرة التي لم نظن أننا سنصلها يومًا ... هناك حيث لم يبقى أحد، حيث لم أجد إلا حكاية عشوائية. هل يُستهلك الشعور حتى رمقه الأخير ... حد الفراغ؟ هنا حكاية الذي ما كان عليه أن...