الجهل لعنة ...
والمعرفة لعنتان، لعنة تقسط على لعنة.
هي لم تعلم عدد اللعنات التي تتعامل معها الآن، ويتعامل معها كيلارد ستيفانوس.
هل كان يجهل أنها الخائنة؟ أم يعلم؟
إن علم، لماذا يصمت؟
إن صمت، ما الذي ينوي عليه؟
إن تظاهر بالجهل، ما الذي يكسبه؟
بأي حال، لم تملك الوقت المناسب لمحاولة قراءة عقل الرجل الذي خانت خطته، وعقدت صفقة لتسليمه ومبادلة حياته بحياة طفلها، العقل الذي قد لا يُقرأ من الأساس.
كيلارد ستيفانوس كان ذكيًا، مخادعًا ... وهادفًا.
تمامًا مثلها، وحين وضعت نفسها في موضعه، تفكر أي طريق ستحيك، وأي خدعة ستسلك ... وجدت العشرات، وعلمت، أنه بذاته يرى تلك العشرات.
فقط التزمت بالتعامل الحذِر المحايد الذي التزم به هو ... بادلته لكنة العارِف/ الجاهل تلك ذاتها.
- " لم أعلم أنك تملك ذائقةً جيدة في الكتب ... "
وقفت خلفه، بينما يتصفح بعض الكتب مع يد وعين عشوائيتين سريعتين، ويضع كتابًا ثالثًا مختارًا تحت ذراعه ... على وشك إنهاء جولته.
إحدى تلك الكتب الصغيرة، كان آليس في بلاد العجائب ... ماكسيل اعتاد أن يحب تلك الحكاية ويكملها في عقله، يلاحق الأرنب ويدخل الجحر ويخرج منه نحو عالم واسع كبير كل ليلة ... فقط في مخيلته.
وسّع الحكاية الأصلية، أجرى تغييراته الخاصة عليها، أعاد صنع عالمها ... وعاش فيها.
لم تقرأها له سوى مرةً واحدة، ثم تعلّم القراءة باكرًا وصار يسردها بنفسه، لنفسه ... كثيرًا ما سمعته من خلف الباب مع حروفه المتلكئة يحاول التهجئة ... تعلم القراءة والتخيل مع هذا الكتاب.
الآن تدرك فقط كم أنها تحب أليس في بلاد العجائب ...
ابتسمت ورفعت حاجبيها ثم أخذت نفسًا سريعًا غير عميق لتسترجع الحزن الدامع الخافت نحو الداخل مجددًا قبل أن يظهر ... فقط، لأجل ذكرى ماكسيل الصغير المنحني على الكتاب يقرأ وحيدًا بصوت مرتفع.
- " في الواقع ... هذا ذوق طفلك، هو من طلب مني تلك الكتب ... "
كيلارد استدار، ورآها تحدق به طويلًا، ثم تدرك ذلك، يصيبها الإحراج حين تتذكر أنها حاولت قتله، فتتراجع بنظرتها وتداري ذلك بأن تخفض عينيها للأسفل، وتقلب شعرها الأحمر الهائج للخلف.
- " شكرًا، لأنك تعتني به ... "
كانت صادقة، لكنه يعلم جيدًا أن الإشاعات عنها لا تكذب.
الساحرة الحمراء لا تطلب، لا تشكر، ولا تعتذر.
الآن أتت لتكسر قاعدتين منهما.
أنت تقرأ
ُمتفرَّد: ذهبي
Fantasyكان يملك عقلًا من ورق ... وقلبًا من شظايا زجاج ... هناك حيث مزقتنا الورقة الأخيرة التي لم نظن أننا سنصلها يومًا ... هناك حيث لم يبقى أحد، حيث لم أجد إلا حكاية عشوائية. هل يُستهلك الشعور حتى رمقه الأخير ... حد الفراغ؟ هنا حكاية الذي ما كان عليه أن...