مطولًا حدقت بزهرة التوليب النبيذية، كما لو أنها شيء ملون نادر أراه منذ فترة طويلة ... متى فقدت قدرتي على تمييز التفاصيل والألوان، لا أعلم ... منذ ذاك اليوم الذي أخذت فيه مشاعر آدريان ربما، كما لو أننا كنا نحيا على متن الغيمات عاليًا، أما الآن نحن على مسطح ينخفض عن سطح البحر والأرض، اندفان خانق جوار نواة من الغضب المركز.
تذكرت أحداث الساعات الثلاث الماضية، كل ذلك الضغط الرهيب منذ أن تهيأ الجميع بالدروع والحديد ... المتفرد الأصل وقع بين يدي العدو، وبالنسبة للمجلس كان قائدهم الثمين القادم رغم السعادة المكتومة للبعض لأخذ مكانه إن أصابه مكروه ربما.
حتى روي لم يسلم من امتلاك كيد وأعداء، هنا ... الماستر لم يكن يحيط نفسه بحلفائه، بل بأعدائه ويراقبهم عن كثب.
معادلة الشطرين التي تتكون مني وروي، ليحلها كيلارد ... أدركنا أننا فقدنا شطر روي فيها، وإن تم الإمساك بي أيضًا، فالأمر قد انتهى بالنسبة لنا ... حجرني جدي مع حراس من أفضل الأماثيست التابعين لرجال المجلس.
اختنقت ... أردت التسلل والمغادرة، لكن خطوة واحدة هوجاء مني قد تطيح بنا.
ثم تنفس الجميع صعداءه حين تم تناقل خبر ظهور روي وعودته، الحصار عني تم فكه.
شردت أكثر مما ينبغي ... غاضب بطريقة كسولة، ثم دفعت ثمن أربع زهرات توليب بيضاء ناصعة، مع واحدة زرقاء سماوية، طريقي نحو المشفى مر دون انتباه مع تنسيق مستمر للباقة الصغيرة الأنيقة جدًا.
مساء نصف بارد بطريقة تجمد الروح قبل الجسد ... النسيم لم يكن مارًا عرضيًا، بل يكرر ذاته في دوامات صغيرة ملتفة، يحمل مع الخيوط الهوائية الرقيقة الممزقة ذرات من الغبار والضوء الناعم، يقدسها ويرفعها نحو الأعلى كأن أضواء الأرض تحاول وصول أضواء السماء وملاقاتها ... لا شيء من هذا عابر، أنا وحدي كنت العابر الموشك على التسامي للأبد.
كدت أصطدم بثلاث سيارات مع قطع ثلاث شوارع ... لا شاغل لي أكثر من آدريان والحال السيء الذي تركته فيه مصابًا، كان علي توبيخه لأجل مع ما فعله بأخيه الأكبر، خيانته وتسليمه للسحرة ... لكن النظرة البرية المرعبة الساخطة في عينيه جعلتني أتراجع عن أي حديث معه.
التنهيدة اليائسة بضع مرات قبل الدخول إلى غرفة روي في المشفى هي الشيء الصادق الذي امتلكته اعتذارًا عن أخطاء آدريان الخارج عن السيطرة ... في كل مرة ارتكب فيها خطأً شعرت أن لي يدًا في ذلك، أنها مسؤوليتي ... وذنوبي التي تتكاثر.
مع اندفاعة الباب ... بقيت عالقًا في الخطوة، أعجز عن تجاوزها نحو الأمام ... هو الذي أتجنبه، كان هنا!
روي يجلس بشكل طبيعي على السرير مع ظهر معتدل دون استلقاء ... لحظت ضمادًا عند مؤخرة رأسه، عدا عن ذلك كان بخير، يغير قنوات التلفاز قبل أن يتم اختطاف جهاز التحكم منه.
أنت تقرأ
ُمتفرَّد: ذهبي
Fantasyكان يملك عقلًا من ورق ... وقلبًا من شظايا زجاج ... هناك حيث مزقتنا الورقة الأخيرة التي لم نظن أننا سنصلها يومًا ... هناك حيث لم يبقى أحد، حيث لم أجد إلا حكاية عشوائية. هل يُستهلك الشعور حتى رمقه الأخير ... حد الفراغ؟ هنا حكاية الذي ما كان عليه أن...