19

921 122 239
                                    

- " بالطبع ... نفوذ الماستر "
دوّر قزحيتيه ساخرًا، يشد القماش الايطالي السميك لسترة زيه المدرسي الجديد، مهما فعل ... لن تتمزق على ما يبدو، مضادة للصدمات.

يصعب تحديد نطاق مغلق لنفوذ جده، فما إن وافق على ارتياد المدرسة في تلك الليلة، وجد أوراق نقله وقبوله أمامه صباح اليوم التالي ... مع زي مدرسته الجديدة.

مرر يده على النقوش الذهبية في أطراف وأكمام السترة السوداء، تفاصيل دقيقة جدًا ... الزي بأكمله أسود، ياقة السترة عريضة كتصميم معاطف النبلاء في العصر الفيكتوري، الأزرار كبيرة وذهبية، قميص أبيض وربطة عنق ذهبية أيضًا ... تحيز ملحوظ، لا بد أن مدير المدرسة أماثيست ... وهو فقط يجبر السحرة الصغار على ارتداء ألوانهم.

أو ربما يكون نوعًا من التطبيع ... بروتوكولات وقوانين مشتركة بين الصنفين ليعتادا التعايش، رأى بعض الذكاء في ذلك، لا بد أن هدف المدرسة أساسًا هو جعل الأجيال القادمة تتماهى مع بعضها بعضًا، تتفاهم معًا لإرساء توازن مضبوط ودقيق في العالم.

لا أحد يتعدى على الآخر ...

ثمة بطاقة تعريفية معدنية ذهبية طُبع عليها اسمه مخطوطًا بالأسود ... ماكسيل سالفاتور، كم تسبب له هذا اللقب بمتاعب ... ليته ما عرفه يومًا، كانت الحياة أسهل بكثير بينما يخطط لمقلب كبير على مستوى سيريوس بأكملهم، حين كان يُدعى ماكسيل أردينيس فقط.

كان كل شيء سلسًا أكثر قبلًا، الآن هو كخثرة عالقة في مجرى دموي ... الحياة ما هي إلا شريان متهالك، وهو قطرة فيها، ينزفان بعضهما.

آدريان ... أين يكون الآن؟ كم مرةً تخبط في طريقه؟ في المرة الماضية أراد وبكل ما امتلك أن يوصله إلى صفه، إلى بوابة مدرسته ... أراد أن يُغمر بشعور الأب، الآن ماكسيل بدا وحيدًا ... من جديد.

انزلقت أشعة الشمس ناعمةً تنقر العشب بحلقاتٍ رشيقة كأنها آثار خطوات كيان النور حين حل على الأرض ... النور حي، الضوء يمشي ... صباح دافئ وجو متعدل.

زاوية سقوط الشعاع الشمسي كانت مائلةً عليه ... التمع تمامًا رغم زيه الأسود، قضى وقتًا لا بأس به أمام المرآة يتفحص كم بات متأنقًا، التف حول نفسه ثم انحنى بطريقة النبلاء أمام الخدم ... صفقوا لهم ثلاثتهم، فخرًا أن سيدهم الصغير سيرتاد تلك المدرسة بدءاً من اليوم، طبع ابتسامة متكلفة يجاري إعجابهم بعرضه الصغير.

جده غادر في وقت باكر أكثر منه ... إلى مكان لا يعمله، سوى أن فضوله المعتاد بدأ يوسوس له، لكن إن سأل ... قد يُعد هذا اهتمامًا، وهو يوهم نفسه أنه ليس مهتمًا بشخص جده ... لا أحد منهما أراد التقرب من الآخر بأي حال، ماكسيل فرغ تمامًا من منح الآخرين فرصًا معه.

انتهى من مرحلة طفولته المتقطعة التي ذكره بها آدريان جزءًا ضئيل من الوقت، مزيد من الاستغلال ... هذا ما يفعله.

ُمتفرَّد: ذهبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن