22

797 106 190
                                    


مر شهر وبضع أيام منذ بدأت ارتياد المدرسة ... نسيت الكثير، وتناسيت الأكثر، ركزت على مستقبلي تمامًا.

آدريان نضبت آبار أمله، وتوقف عن اتصالاته عديمة الجدوى، روي كان يعلم بالحاصل بيننا، لكنه تعلم من قبل أن أمرنا معقد، وقرر ألا يتدخل، فلم أملك معه أي حديث مشترك خلال الشهر الماضي بأكمله.

من حين لآخر اجتمعت مع التوأم في المدرسة ذاتها بعد انتهاء الدوام لأغراض دراسية، نتهيأ للامتحانات معًا بعض الشيء، كلاهما كان يملك عجزًا كبيرًا في مواده الدراسية، بدأ الأمر مع كريسنت، لأن كلارينت لا يبقي ذرة من الكبرياء دون محاولة استخدامها.

لكن كريس أقنعه في النهاية رغم كل شجاراتهما غريبة الأطوار، كانا يعودان للحديث في اليوم التالي كأنهما لم يرغبا بتمزيق بعضهما كالأطفال أمسًا، ما زال كلار يصنع مسافات كبيرة عن توأمه ... وكريس لا يهتم لمحاولة إزالتها، لكنهما باتا يتواجدان معًا أكثر بعض الشيء منذ أن بدأنا نتسكع معًا.

إيستر تدير كل شيء بمثاليتها المعتادة، ربما تصبح مديرة هذه المدرسة يومًا ما، ولأنها تتبعني على الدوام مطالبةً برأي أو توقيع ما أو موافقةٍ على مقترح، حصل وإن التقت التوأمين.

تنقر وجنتي طوال الوقت بأكثر الطرق إزعاجًا، حين صرخت بها أن تتوقف، قالت أنها تحاول تعليمي " السيطرة الذاتية " أن أُلمَس من قبل أماثيست، أو ألمس واحدًا دون أن أنساق لإغراء النسخ منه.

كانت جادة تمامًا حين قالت أنها لا تريد مني التحول إلى شخص جائع للقوة يحاول التهامها أينما كانت، أخبرتني بصراحة مطلقة أني أملك المقومات تمامًا لأصبح وغدًا في يوم ما، كطباع وقدرة تغريني ... أن يتحول الأماثيست يومًا ما بنظري إلى مجرد شظايا.

أن تكون اللمسات مجرد غايات ... أن أنسى كيف ألمس شخصًا ما بشكل بشري، وقد كانت محقة ... منذ اكتشفت قدرتي، كان ذلك هو هدفي الوحيد من اللمس دائمًا، حين رأيت تجمعات الأماثيست ... فكرت بمقدار المتعة التي سأحصل عليها من كل تلك القدرات المختلفة.

لكن الشيء الوحيد الذي أبقاني وسيبقيني على ما أكونه الآن دون تمرد أو تمادٍ أكثر، ألا أنقلب إلى جانب آخر وطريق مختلف ... هو اللمسة الوحيدة الحقيقة التي تمسكت بذكراها، آدريان ... أبي.

رغم رحيله للأبد، ما زلت ممتنًا ربما أني التقيته، أُخضِع بعضًا من جموحي الذي كان لينقلب ضدي يومًا ما، جعلني أكثر هدوءًا في الداخل، أكثر استقرارًا وإن بقدر ضئيل، ذكراه اعتادت أن تكبحني عن الانتفاض تمامًا ضد كل شيء.

وإيستر كانت دائمًا في الجوار لتشد علي كلما حاولت دون قصد أن أنفلت ... إيستر كانت أصفادي الذهبية، تلك الفتاة امتلكت حكمةً كبيرة، بدت أحيانًا كتجسيد بشري لأثينا.

ُمتفرَّد: ذهبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن