إن كان للعالم ذاكرة جمعيّة ... فأريد أن أكون منها منسيًا.
حين زقزق العصفور مرته السادسة جوار نافذتي، أقسمت على نفسي أن أنهض مع الزقزقة القادمة السابعة، عدد فردي وحيد، منفرد غير قابل للقسمة ... يشبهني.
أنا أفكر، إذًا أنا موجود ... قالها ديكارت مرة.
أنا أشعر، إذًا أنا موجود ... قالها آدريان في كل مرة، من حياته السابقة.
وقد كان ينقب عن وجوده، يحاول تخفيف اكتظاظ الفراغ ... رأيته من نافذتي ... يتحسس أعتق شجرة في الحديقة، ولا يجد نفسه فيها ... لن يجد نفسه في أي مكان، ليس في أي شيء ... سيجده حين يجدني، وهو ليس مستعدًا بعد للقبول بذلك.
لن يسلم نفسه من جديد للشخص الذي أخذه من نفسه، لم يقرر استحقاقي ذلك وأنا أعلم كم هو محق ... كان حرًا جدًا، مني ومن كل روابطه ... خوفه، حبه.
ربما غادر ليلة أمس وعاد متأخرًا قبل وقت الظهيرة ... بدأ يتصرف بحرية مطلقة، عاد إلى المنزل نعم ... لكنه لم يعد إلي.
لم يكن أفضل وقت لفوضانا العائلية، لأن وضع المجلس القيادي قد ينتهي قريبًا بأمر لا يُحمد عقباه إن لم يتخذ الماستر قرارًا بانعطاف هائل ضد ديمتري وشعبيته.
أجّل الماستر لقاءه النقاشي بالمجلس كثيرًا، متعذرًا بالانشغال مع " الحارس " لن يعترف أبدًا أن الأمر تعلق بهوية هذا الحارس، ابنه ... وليس لأنه مجرد حارس.
أعلم سبب عودته ... الاجتماع المسائي للمجلس، هناك جزء مني يفهمه الآن ... يتنبأ به بعقلي الحالي دون أن أخلق محاكاة خاصة له، يريد فرض قوته ووجوده في المجلس من الآن وصاعدًا.
هذا ما كنت لأفعله لو أني هو، لأنه الآن ... أنا.
---------------------------------
قفازين في يديه، لكنه يمسك ثالثًا ...
كبير الحجم، مألوف ... تمكن ماكسيل من تحديد هوية صاحبه، ولم يفهم لمَ غرض يخص ذاك الشخص عند أبيه.
كان واضحًا، وكان يعلم ... لكنه لم يرغب أن يصدق، لم يرغب أن يعطي رد فعل، لم يرغب أن يشعر بالنصر أو الخيلاء.
المنطق يخبره أن عليه محاضرة والده حول القتل ... سوى أنه لم يكن الشخص المثالي للحديث عن القوانين أو انتظار عدالة محدودة قد لا تأتي، بل أن يتسبب الروسي صاحب النفوذ بأضرار جسمية أكبر.
هذا هو العالم، وهكذا تكون النجاة فيه ... بدأ آدريان يتقن هذه اللعبة توًا ... آدريان الذي كثيرًا ما تهاون وتنازل للآخرين، ليس لأجل فائض من الود والمسامحة الراسخة في شخصه ... لا، آدريان لم ينسى أبدًا، بل يستعيد كل يوم أدق تفاصيل آلام الأفعال والكلمات ضده، يتداعى بها أكثر ... لكنه لطالما كان أضعف من تحميل نفسه أفكارٍ انتقامية.
أنت تقرأ
ُمتفرَّد: ذهبي
Fantasyكان يملك عقلًا من ورق ... وقلبًا من شظايا زجاج ... هناك حيث مزقتنا الورقة الأخيرة التي لم نظن أننا سنصلها يومًا ... هناك حيث لم يبقى أحد، حيث لم أجد إلا حكاية عشوائية. هل يُستهلك الشعور حتى رمقه الأخير ... حد الفراغ؟ هنا حكاية الذي ما كان عليه أن...