15

847 121 194
                                    

- " ستة للحياة، ضد ثلاثة للموت ... وبهذا ترجح الكفة الأولى "

بعد ساعتين من اجتماع طويل، خرج الماستر من قاعته يتقدم بقية أعضاء المجلس.

كانوا جميعًا قد استهلكوا طاقة كبيرة في النقاش والآراء المضادة، رائحة الخلاف تعبق في الأجواء قليلًا، لكنهم قاموا بحلها على ما يبدو وهكذا انتهى الأمر، ربما لو أنها معركة طولها ساعتين ونصف لما كانوا مرهقين إلى هذا الحد.

هالاتهم جميعًا باتت تميل إلى البرتقالي أو الأحمر، غضب أو مرض ... لست متأكدًا، لكن من الجلي أن التسعة أصيبوا بصداع حاد، بنظري ... استحقوه تمامًا.

رغم أن توقعاتي أصابت غالبًا، لكنهم ما زالوا أوغادًا ... مجرد التفكير أن هناك ثلاثة صوتوا ضدي جعلني غاضبًا، ما الذي لم يعجب هؤلاء الأوغاد الثلاثة؟ راهنت نفسي أن أحصد أصواتٍ كاملة!

على كل حال، لا أحد مثالي ... أبي وآنيت يظنان أني مثالي، سواهما قد لا يفعل.

لا بد أن البعض منهم متزمت ومتعنت حيال القوانين أكثر مما يجب، وإن كانوا مجلس أماثيست، لا ينفي حماقتهم من حين لآخر.

لا يمكن للجميع أن يملك عقلًا مطاطيًا، أو معامل مرونة فكري جيد، لا تتخذ جميع العقول هيئة إناء قادر على استيعاب الأفكار آخذًا شكلها ... واسيت نفسي.

آدريان انهار تمامًا خلال الساعتين ونصف الماضية، قضاها يجلس أرضًا يرتعد من برودتها والجدار الذي يستند عليه، أمام القاعة تمامًا ... ثم حين بدؤوا بالخروج هو قفز مرتعبًا - كما العادة -

حين سمع أنباءهم، هم لعناق غير واعٍ أبدًا، أوقفته بكفي " أنت لست تعتاد عناقًا مني كل يوم، أليس كذلك؟ لا لمس! " راح يعتذر ويعجز عن إيجاد رد فعل سعيد بما يكفي، هو حتى أعطى ابتسامة غير مقصودة لوالده!

يمر بنوبة مبالغ بها من السعادة ... كمن يتنفس للمرة الأولى من جديد، يملك حلمًا جميلًا منذ سنوات، يصل نجمةً مد يديه نحوها أعوامًا، يحقق أمنية طال انتظارها ...

الماستر يعطيه نظرة صامتة متململة من صنف « هل أنت طفل؟ » لكنه يتصرف كطفل مزعج حقيقي، ولا يستجيب.

سحبه روي في حديث خاص بعيدًا عني، لم يطل ذلك ... ربما تفاصيل غير مهمة حول النقاش، لم أستشعر شيئًا ضروريًا ربما.

سألني عما أريده احتفالًا، لم تكن مطالبي كثيرة ... سوى حفلة صغيرة بيننا وحدنا، رغم أني لا أصل لذرة واحدة من حماسه، إنه مجرد يوم آخر أعيشه ... مجرد خطة أُخرى نجحت، أمر توقعته بإحصائياتي الرياضية.

كان هذا مصيري الأولي ... ما زال مصيره هو مجهولًا، على أنه لم يكترث مقابل التأكد من أني سأعيش.

احتفلنا مع الخدم بكعكة من الفراولة، ثم مزقت خمس وسائد عليه بما يسمونه " حرب الوسائد " شخصيًا، حولتها إلى مجزرة ... حاول تذكيري كثيرًا أنه أبي وأن علي تقليل عنفي غير الطبيعي لليوم، لكن من يستمع؟ ليس أنا ... كنت ما أزال حانقًا على الأصوات الثلاث تلك ضدي.

ُمتفرَّد: ذهبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن