37

781 94 89
                                    

التكتم الإعلامي على الأحداث الأخيرة كان واسع النطاق، اعتمد الماستر في توجيهاته لمجلس القضاء الأعلى مبدأ " لا تقل إلا القليل، لا تروي إلا نصف الحكاية ... اترك قصتك مفتوحة النهاية، وستملأ مخيلات وسائل الإعلام الثغرات في أقوالك للحصول على قصتهم الكاملة "

هذا ما حصل حقًا عقب المؤتمر الصحفي لتوضيح ما جرى بعد إخماد الفوضى من قبلنا نحن الأماثيست ... كنا البطل والمجرم، لا أحد عثر على بادئي الاعتداءات، لا أحد عرفهم ... لا بد أنهم كانوا من المتمردين ضدنا منذ عام.

الأماثيست بدؤوا الأمر، والأماثيست قاموا بإنهائه، ثم نحن الآن دخلنا حربًا مبكرة مع السحرة.

تناقلت بعض وسائل الإعلام أنباءً أنها كانت فوضى بسبب المافيات والعصابات نزاعًا حول مناطق نفوذ تجاراتهم، البعض الآخر قال أن أساس المناوشات حصل بين السكان والمهاجرين غير الشرعيين ... ثالثهم وصفها بالعملية الإرهابية، ولم يكن أي ذلك صحيحًا بطبيعة الحال.

لكن كل تلك القصص المروية راقت الماستر، تكتمًا على القصة غير المروية.

أفضل طريقة لكتم سر ليس بدفنه، إنما بعرض نصفه المتنكر للملأ ... والعامة ستجد طريقها لإكماله بنصف آخر قائم على نصف أول مشتت.

مر يومان على تلك الأحداث التي راح بعض الأماثيست والسحرة ضحيةً لها ... لحسن الحظ، تعداد الضحايا لم يكن كبيرًا نظرًا للتدخل المبكر من أعضاء المجلس بأنفسهم، الإحصائيات كانت مما يمكن عده على أصابع اليد، لم تتجاوز العشر في أي من الأحياء الثلاثة.

اجتماعات المجلس اتسع نطاقها لتشمل الزعيم المتوج - سابقًا - لأوريون، رئيس عائلة ستيفانوس، أليثيا، والتوأم لسبب ما لا أفهمه ... ثم بالطبع، ساحرة المجلس أمي.

كم كانت حفلة أوهام مفتوحة!

أوهام بالنصر ربما، أو ما قبلها، أوهام بالاتفاق.

للبعض منهم كنت طُعمًا، للبعض الآخر سلاحًا واجب نفيه وحبسه تحت الأرض، للبعض متفردًا يجب التأني معه، ولبعض واحد على الأقل ... كنت أعلم أني ماكسيل فقط، مهما ادعى العكس.

كنت أجلس إلى يسار روي، وإلى يساري بالتعاقب آدريان، ثم أمي جواره تتبادل من طرف واحد نظرةً متعالية مع أليثيا، تنظر نحو السكين الذي ما زال مغروسًا بالطاولة ... ثم تحول نظرها نحو اليمين بنصف زاوية نحوه، هناك شيء من الحذر لكن كثيرًا من التوافق الواضح في جلستيهما معًا ... من بعدها تنشغل في كل مرة بالعبث مع أزرار أكمام قميصها الحريري الأخضر ... وتعديل جديلتها الحمراء على جانبها الأيمن.

أما هو اعتاد الميل ناحيتي في جلسته، يسند وجنته لقبضته ويرسم دوائر عشوائية مغلقة وهمية بأحد أصابعه على الطاولة أمامه ... ربما يخيل له أنه يغلق أسوار تلك الدوائر على نفسه، نظرته كانت ضيقة ودفاعية جدًا.

ُمتفرَّد: ذهبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن