- " لا يمكنك التوقف عن قراءة رواية قبل وصول فصلها الأخير والنهاية! "
- " بلى ... ويمكنني تمزيقها أيضًا! "
كلارينت نهض عن البساط الأحمر الصغير الذي يفرشانه على رمال وبعض أحجار الشاطئ الخشنة، وفكر ... الوقوف مريح أكثر، إن لم يكن كسولًا لنهض قبل فترة ... الأحجار الصغيرة كانت مزعجة، لكنه تكاسل بما يكفي ليستمر بتقليب صفحات الرواية ببطء شديد.
كان يكرر قراءة كل سطر حوالي عشر مرات ... لم يكن يفقه لا تركيب العبارات، ولا معانيها، ولا ما يجري وسطها ... كان شاردًا جدًا، لم يثر انتباهه من جديد وبحدة سوى السطور التي سقطت فيها شخصيته المفضلة ميتة.
راح يمزق أوراق نسخته من الكتاب ذات الغلاف الأحمر ... يكورها، ويراكمها مرمية جواره ... جزء منه أراد رميها في البحر حتى، لولا أن الشاطئ كان أنيقًا بما يكفي ليمنعه من إشاعة الفوضى الورقية الغاضبة فيه.
- " فقط توقف! توقف! "
التوأم الأكبر رمى نسخة كتابه جواره على عجل، وحاول إيقاف الأصغر ... كان على دراية أنه وقع في ورطة تحمل مسؤولية لملمة فوضى أخيه دائم الغضب، وهذه المرة ... بدت الرواية عذرًا تمامًا ليتدفق هذا الغضب عليها.
- " لا يمكنني تمزيق كتاب لأن بطله قد مات، لكن يمكنك محاولة قتل نفسك؟ "
قالها كلارينت ... وجوارهما، كان الشاطئ يدعي أنه ليس شاطئًا، وأن الغضب ليس من عاداته، ولا حتى الحديث ... كان الشاطئ مستمعًا بريئًا اللحظة، والهواء شبه ساكن بحيث كادا يشعران أن الأرض توقفت عن الدوران، وأن ما من رياح ... وما من حياة، فقط بقيا آخر شخصين على ظهر الكوكب ... توأم تتناقض إرادتها بالعيش، مع إرادتهما بالموت.
هذا ما يدور الأمر حوله إذًا ... لم يكن بشأن الكتاب في المقام الأول.
- " أنت لا تقوم بتفويت شيء، لا؟ "
- " لا ... "
ابتسم كريسنت وأخفاها ... خشي أن يقرأ كلار سببها، كان يفكر أن لشقيقه بعض الطباع السيئة المشتركة مع والدهما، لكنها تبدو أكثر وضوحًا وحدة عند كلارينت، أكثر صراحة من كيلارد ومزاجاته الهادئة.
- " لطالما أردنا الموت كلار ... لكني الآن أريد العيش بكل ما امتلكت من رغبة ... وأكثر من أي وقت آخر "
مد كريسنت يده ناحية الموج خفيف الحركة ... غطسها، أكثر وأكثر ... انحنى ظهره وتشوهت جلسة القرفصاء فباتت غير مستقرة حتى كادت أكمامه تبتل أكثر مما هي عليه، لم يكترث ... لكن كلارينت اكترث، وسحب توأمه برفق نحو الخلف من كتف قميصه.
يريد أن يحميه ... من كل شيء، حتى من البحر والرياح ... من الماء والغرق، من كل الأشخاص والأشياء.
للحظة ظن أن كريس قطرة ندى كريستالية جدًا ... وحين يسقط، ينكسر، يتشتت ... ويختفي ... هذا وقت لا يريد له أن يعود، لكنها كانت أوقاتٍ فيها كثير من الطمأنينة ... لأن كريسنت ذاته كان شديد الخوف والحذر.
أنت تقرأ
ُمتفرَّد: ذهبي
Fantasyكان يملك عقلًا من ورق ... وقلبًا من شظايا زجاج ... هناك حيث مزقتنا الورقة الأخيرة التي لم نظن أننا سنصلها يومًا ... هناك حيث لم يبقى أحد، حيث لم أجد إلا حكاية عشوائية. هل يُستهلك الشعور حتى رمقه الأخير ... حد الفراغ؟ هنا حكاية الذي ما كان عليه أن...