30

917 103 125
                                    

في تلك الليلة، رأى روي من مراتب الهوس إحدى أقصاها، اضطر للتعامل مع اضطراب عاصف لأخيه.

لم يرَ إلا القلة القليلة تحول لون عينيه، الآن ... لم تعودا إلى طبيعتهما، لولا أن أخمده الماستر وامتص منه طاقة كثيرة مرتين مفقدًا إياه وعيه ... لتسبب بكارثة سيئة.

في الداخل، الإبقاء على حياة ماكسيل تطلب وقتًا عظيمًا وجهدًا أعظم ... الكفاح الطبي لإمساك يده قبل أن ينزلق نحو ثغرة الموت ... بعد ساعات، استطاعوا جعله يتجاوز المراحل الحرجة ذات القابلية والاحصائية المرتفعة للموت، لكن صحوته كانت أمرًا آخر لا يمكن التنبؤ به ... بقي عالقًا في منطقة محايدة من الحياة والموت، لم يعلم أحد متى سيغادرها ... ربما لم يعد يغرق نحو القاع، لكن الطفو والنجاة ما زالت مسألة نسبية ... معلق بينهما.

الضرر المتلقى في كبده جراء الطعنة كان كبيرًا، قاسيًا ... وفقدان الدماء لم يكن أقل حدة.

للأيام التالية، الماستر منع أي زيارات أو دخوليات لحفيده، في ظرف كهذا ... لن يعلم ما الذي قد يحصل تاليًا، بعد أن تلقى معلوماتٍ حول الأفراد الثلاث الذين قتلهم آدريان في الهجوم على ابنه ... أولهم متحكم بالحواس، ثانيهم تميز بتسارع انقسام وفرط في أنسجته العضلية، ثالثهم ... متحكم بالسوائل، الشخص الذي تسبب بجعل آدريان ينفصل عن ماكسيل حين رشق الحبر عليه ولطخه.

آدريان تلقى حظرًا وتشديدًا أكثر من البقية حول منع الزيارة ... لم يكن قادرًا على رؤية ابنه الغائب عن وعيه، ربما كان ذلك للأفضل ... لن يحتمل، سينهار حتمًا مع آخر بقايا التماسك الصامت الذي يمارسه بالكاد، عانى تقلباتٍ كثيرة ... مر بوقت الذروة وفقدان السيطرة ثلاث مراتٍ خلال يومين فقط، رغم أن ذلك لم يكن وقته أبدًا، آخر أوقات ارتفاع طاقته حصل قبل يوم من الحادث، لكن الوقت تقلص تمامًا الآن ... بات يفقد السيطرة في أوقات شديدة التقارب.

في كل مرة حضر الماستر لأجله وتواجد ... يمتص منه قواه الفائضة، يعيده إلى طبيعته ... يطفئ تأجج عينيه واتقادها. 

الحارس في أسوأ وضع نفسي له، والمتفرد في أسوأ وضع جسدي ... كلاهما في جانب مختلف من الانهيار، لم يكن الماستر ليخاطر بتقليص المسافة وجمعهما ... كلما اقتربا أكثر، كلما اشتد وقوي تأثير تعويذة الربط بينهما ... شرح ذلك لابنه مراتٍ عدة، آدريان لم يخض شجارًا كالعادة نقضًا لقرارات أبيه، لكنه توسله ... طلب منه، ولم يحصل على موافقة ... إن كان ذلك لمصلحة ماكسيل، فلا بأس ... لن يراه قبل أن يصحو.

كثير من الترقب، قلق ... الأرق والفزع، ثم أكوام متجددة من الذنب.

لا يستطيع تحديد اللحظة التي خسر فيها ماكسيل، كان فتاه الصغير أمامه، يشيح بصره ويتجنب تلقي شكر أو امتنان لأجل الهدية، يكرر تقطيبة الحاجبين اللطيفة ... يتحدث بنبرته الآمرة المعتادة، ثم في اللحظة التالية ... ماكسيل اختفى، سقط ... لم يعد إلا جسدًا يبرد ودماء.

ُمتفرَّد: ذهبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن