- " إن لم تبعد عينيك السياميتين عني ... سأقتلعهما، سالفاتور "
الابتسامة السينمائية تراكمت أكثر وأكثر على شفتي ماكسيل ... لف ساقًا على الثانية وأسند وجنته لقبضته، مرفقه يهتز على المكتب المعدني نصف المطلي بالأسود ... في حجرة كلارينت.
لم يكن مدعوًا بالطبع ... ومن دواعي السلامة العقلية لكلارينت أن يتصرف كما لو أن ماكسيل ضيف غير مرغوب.
ماكسيل شبه كلارينت بالكوكب المتكامل ... وأن تلك التصرفات الصبيانية العنيدة مجرد غلاف جوي، أسفله طبقات كثيرة متدرجة ... تلين شيئًا فشيئًا وصولًا إلى القاع، إلى النواة ... حيث لم يصل أحد مطلقًا.
ماكسيل كان يرى النواة ... يصلها نسبيًا، ويرى أن نسبة شبه مكتملة من الأفعال، ناتج تفاعلات الغلاف الغازي الخارجي فقط ... منبعث عنها، بينما يبقي كلارينت نواته خبيئة مدفونة، ساخنة ... لم تتبخر عنها إلا دمعة واحدة فقط منذ فترة قصيرة.
كلار يحتاج رفيقًا ... وماكسيل يتظاهر أنه يؤدي مهمته كصديق مخلص على أكمل وجه.
لكنه في الواقع ... بقي جوار كلار مراقبًا إياه، يؤثر فيه ويسكّنه، ليضمن ألا يحاول كلار معرفة مكان توأمه واللحاق به، ألا يتدخل في ما يحصل بين كريسنت وكيلارد، أيًا كان.
كلار قادر تمامًا على إفساد الخطة ... لذا، يجب إبقاؤه في مكانه.
ركل كلار خزانته غاضبًا ... تراجع خطوتين للخلف وخلل أصابع يديه كلتيهما في شعره، نحو الجذور " أستسلم ... لا يمكنني العثور على شيء "
غرفته كانت فوضوية ... ثيابه متفرقة أرضًا في الأرجاء، بعد أن كانت متراكمة على الكرسي فرماها ماكسيل ليجلس مكانها ... الآن، لم تعد الأرضية واضحة، ومن على السرير تدلى الغيتار المفكك وأوتاره بعد أن قطع أحدها أثناء جولته الموسيقية المنزلية العنيفة تفريغًا لغضبه.
اعتاد كريسنت ترتيب حجرة توأمه دائمًا وأبدًا ... كل يوم، طي ثياب أخيه في الخزانة، نفض الغبار وترتيب المكتب وكل المقتنيات حتى.
لكن كريس لم يعد هنا ... رحل.
منذ ثلاثة أيام بعد نقله إلى مكان مجهول ... لم يعلم كلار شيئًا عنه، كان قلقًا حد الجنون.
لا نستشعر القيمة النفيسة للأشياء إلا بعد فقدانها ... فكر ماكسيل، كم أن الحياة المكررة والاعتياد يقتلان الشغف ... حيال العائلة، العالم، وحيال النفس ذاتها حتى.
تكرار الصدى يجعل الصوت الأساس بلا أهمية أحيانًا ... ثم حين يتوقفان، هناك شوق للصوت.
لم يكره كلار اللانظام الذي في غرفته تمامًا ... كلاهما كان يعلم أن سبب رميه الأشياء ومحاولة دفن نفسه أسفلها ما هي إلا تصريف فاشل للقلق ... في النهاية هو اعترف فقط
أنت تقرأ
ُمتفرَّد: ذهبي
Fantasyكان يملك عقلًا من ورق ... وقلبًا من شظايا زجاج ... هناك حيث مزقتنا الورقة الأخيرة التي لم نظن أننا سنصلها يومًا ... هناك حيث لم يبقى أحد، حيث لم أجد إلا حكاية عشوائية. هل يُستهلك الشعور حتى رمقه الأخير ... حد الفراغ؟ هنا حكاية الذي ما كان عليه أن...