كرهت سيريوس ...
حاولوا سلبي معنى حب الذات الطبيعية.
إن لم أكن مثلهم، فإذًا عوملت على أني أدنى تصنيفًا ... طالبوني دائمًا بامتنان لعيشي وسطهم، أن أرضى بما أُنعت به من دخيل، كنت منهم ولم أكن في الوقت ذاته، وهم لم يكونوا ليتجاوزوا عن حقيقة انسلاخي عنهم، رفض الخضوع، الصلابة ... لولا أني ما زلت أنتقل من طفولتي إلى نضجي.
دخيل لم يجد مكانه في هذا العالم بعد ...
طائفة سيريوس ... اسم العائلة أردينيس، لم تعني لي أي شيء.
رغم ذلك، كانوا في موقف لن أتمنى رؤيته حاصلًا لأي شخص، لم يكن الهجوم الأول الذي نتعرض له، لكن السابقات مجهولة الأطراف، أخف وطأة بكثير ... هويات مجهولة، اغتيال أو اثنين، قتيلين أو ثلاثة دون آثار تُذكر لئلا يُعرف صنف المجرم، دواعي القلق الحقيقي كانت معدومة نسبيًا رغم علمنا أنهم أماثيست.
هنا والآن ... كان مختلفًا، إعلانًا رسميًا للحرب، حرب بين السحرة والأماثيست، أرادوا مجزرة نارية بطائفة سيريوس، استغلوا عامل الطبيعة والغابة، حصار مشتعل للتشتيت ما بين دفاع عن النفس، إنقاذ الأطفال والعجزة، أم إخماد المساكن والغابة قبل حريق لا يمكن احتواء انتشاره.
انتشلت طفلًا يبلغ الخامسة من بين الركام، حملته وهو تعلق بي تمامًا يشد سترتي ناحيته، ويحاول لف نفسه بها ... حجب الأصوات والأضواء القاتلة ... ركضت وسط الضوضاء باحثًا عن أمي ... لن تموت، لن يصيبها مكروه ... وثقت بها تمامًا.
تعثرت قدمي بغصن معقد تشابكه، احتوتني الأرض مع الصغير فارتاع أكثر من السقطة ... لم أتعامل مع أطفال من قبل، وها أنا ذا بطل متعثر لأحدهم في تجربتي الأولى، بكى ... شهق، ولسوء حظه لم يكن هناك من سواي ليمارس معه تصرفات الأطفال الخائفين.
فقط أين أمي! لو أنها ميتة لوجدت جثتها ... على الأقل سأجد شيئًا ما! قاسٍ بعض الشيء، لكنها لا تمانع قولي إياه.
نهضت بعد ابتلاع بعض من تراب الأرض، استندت لجذع صفصاف كبير يفوقني طولًا لم يطأ الحريق خشبه المتصلب بعد، أنفض شيطان الخامسة الصغير الذي لا يكف يوزع الدموع مجانًا في الأرجاء جاعلًا إياي في حيرة من أمري ...
السحب القوي الذي تعرضت له نحو جذع آخر ... ثم الارتطام السريع جعلا الطفل أشبه بجماد تتوقف أنفاسه، فجأة صمام أمانه المؤقت سُلب منه ... ابتعد.
قبضة حول عنقي، أحاول الافلات دون جدوى ... التأهب نحو مزيد من المقاومة يتضاءل، رفعني عن الأرض يضغط حول العنق أكثر ... التنفس يصل آخر مراحله قبل التوقف، أبتلع الهواء بأكبر كميات أستطيعها لكن لا كفاءة لي في ذلك، لا أستطع تمريره لحنجرتي حتى ... عنقي بدأ يتصلب ... يتحجر، هذه قُدرة أماثيست تُطبق علي، وكأن قبضته الخانقة لا تكفيني.
أنت تقرأ
ُمتفرَّد: ذهبي
Fantasyكان يملك عقلًا من ورق ... وقلبًا من شظايا زجاج ... هناك حيث مزقتنا الورقة الأخيرة التي لم نظن أننا سنصلها يومًا ... هناك حيث لم يبقى أحد، حيث لم أجد إلا حكاية عشوائية. هل يُستهلك الشعور حتى رمقه الأخير ... حد الفراغ؟ هنا حكاية الذي ما كان عليه أن...