finale

1.1K 47 145
                                    

كان ياما كان ...
كان هناك طفل ولد بدموع قادرة على إحراق الأرض، وإشعال الحياة.

لم يعلموا الطفل السعادة يومًا لئلا يبكي ... لم يترفقوا به، لم يمنحوه أي شيء قد يكافح به راضيًا الدموع.

لكنهم أجبروه أن يصمت، أرغموه على تجميد عينيه ... كمموه، قيدوه ... علموه القسوة.

وصنعوا وحشًا من طفل ... صنعوا وحشًا يبكي، من طفل لا يبكي.

------------------------------------

ما زلت أذكر ذلك اليوم ...

حين كنت في السابعة من عُمري، طفلًا أكثر مما أنا عليه الآن ... وضعت أمي قلادةً فضية حول عنقي، تحمل رمز سيريوس ذاته في قلادتها الذهبية.

الجسدين البشريين الغامضين المموهين المسندين إلى بعضهما بشكل تجريدي، الأيدي المرتفعة متعاكسة، وكرات النور الذهبية والزرقاء.

أصولي المتباينة التي مُحيت تمامًا الآن.

رفضت تلك القلادة ... وخشيت أن أسأل نفسي عن السبب.

لأني ظننتني لست واحدًا منهم؟ أم لأني خشيت عليها أن تنقطع وتضيع كما أخبرت أمي وتعذرت آنذاك؟

أجبرتني بالطبع ... زجتها رغمًا عني داخل رأسي، نحو عنقي.

بقيت أعبث بها كثيرًا، لكنها وضعتني تحت رقابتها وأنظارها، كلما طالعتني، وقبل أن توبخني باسمي، كنت أخفض يدي وأخبؤها خلف ظهري.

فقط ... ياللشجاعة.

نصف الشجاعة انسحاب، والنصف الثاني ... حسنًا، لا أدري أين اختفى، في أي يد من الأيدي التي خبأتها.

أزعجتني القلادة ... إلى حد كبير، لم أكن قادرًا على اعتياد قيد يحيط عنقي، وإن كان من فضة، وإن كان من ذهب، لا أكترث ... القيد هو قيد، مهما تغيرت تعريف الكلمة وشرحها على أنها خوف وحب، لا شيء غيّر من حقيقته ... كان ذلك قيدًا من أمي.

ادعيت أني أقبل به، لكني وجدتني أحاول تمزيقه عن عنقي كل ليلة، كلما غفوت، كلما تأرجح وعيي وترك فسحة صغيرة لأنا اللاواعي كي يتصرف.

وفي النهاية ... قطعتها حقًا، قطعت تلك السلسلة الفضية دون قصد فعلًا، ولم تجد أمي فائدةً من إصلاحها، علمت أن جزءًا مني دائمًا ما سيتمرد، ويمزق السلاسل، الروابط والصِلات.

بعد سنوات ضِعف ما كنته آنذاك، وأكثر بالقليل، رأيت قلادةً فضية للمرة الثانية.

الانتماء، العائلة التي تحميك، الثقة، إثبات الوجود ... هذا ما عنته، وهذا ما ترددت في قبوله، لكني فعلت ... عدت إلى انتماء لم أره يومًا، لكني دائمًا ما بحثت عنه ... ورؤيته للمرة الأولى، بدت كعودة إلى ذاكرة لم تعشها، لكنها خُيلت لك، عاشت فيك، راودتك كحلم.

ُمتفرَّد: ذهبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن