36

1.4K 95 146
                                    

- " روي قال لي أني أبحث في المكان الخطأ، عن المشاعر الخطأ، كما لو أني لم أستعد بصري بعد ... وأظن أن المكان الصحيح، هو أنت "

حين كنت على سطح المنزل في مبادرة مني لنفسي لأرى الأشياء من منظور بعيد، أصطاد أفق الفجر بكل سعته وأقلصه داخل حدقتين لا تحبان الضوء ... خرق هو قاعدة ممنوع اللمس التي وضعها بنفسه، وجلس في اتجاه معاكس لي يستند إلى ظهري، يفاجئني بحديثه ... ما زال الليمون هو عطره.

بإمكانه التقلب أكثر من ثنائيي القطب ... منذ يومين أحاول حذف البيانات السابقة المتعلقة به من عقلي، بينما هو لا يفعل شيئًا سوى استراق النظر نحوي كأني متهم بقضية سرقة كبرى لا يستطيع إثباتها ضدي، ثم بكل كبريائه يستدير متجاهلًا إياي.

على ما يبدو، قرر أن عليه التوقف عن اضطهاد نفسه لنفسه، التوقف عن قول كلمة « لا » التي لم يتعلمها إلا مؤخرًا، واللجوء إلى آخر الحلول المرفوضة ... أنا.

أستعيد منصبي السابق كمستشاره النفسي والعاطفي.

تكاسلت عن الرد ... هواء الفجر يصيب المرء بمرض أحلام اليقظة، تركته يفصح أكثر مرتبكًا ... هذا هو الشخص الذي لم يجرؤ على لمسي في لقائنا الأول، ضم ساقيه نحوه يتقي البرد ...

- " أشعر أنك تملك جزءًا مني، شيئًا يخصني "

- " هذا هو انتماؤك ... أنت تنتمي لي، النجم الذهبي الذي يمثل شعورك ناحيتي داخل عقلك ... لم أستطع إخماده تمامًا "
ابتسمت ابتسامة كسولة لم يرها.

- " في الآن ذاته، أرغب بأخذ شيء ما ثمين منك ... كما أخذت مني "  استقوت نبرته ببعض الغضب.

- " فعلتها ... انتقمت، أخذت أبي مني ... ربما أنت تحميني من كل شيء، إلا منك ... تبعد عني أذى العالم، لكن ليس أذاك ... أنت القادر على تسبيبه أكثر من أي شخص آخر، وهنا أتساءل ... هل ستسامحني يومًا؟ "

محادثته الآن كانت بالنسبة لي ككتابة فرض منزلي عن أحلامك ... قد تبتدع حلمًا حينئذ فقط لتكتب عنه، كعادتي السابقة لم أملك الكثير لأشعر به ... أخمدت حماسه الذي أتى به ظنًا أن الإجابة عندي ... أو كانت عندي، ربما كنت متعبًا أكثر مما يجب ولا أرغب إلا بشاي مطعم بالقرفة والأعشاب في كوبي المكسور.

- " أنت لست آسفًا حتى"

- " لست نادمًا لأني لم أرد الموت لك، بل أردتك أن تعيش لأجلنا ... رغم ذلك، سأطلب منك الصفح دائمًا "

أظنني كنت صادقًا في هذا الأمر، لن أدعي الندم، لكن ما زال التوافق بيننا مطلوبًا، أو سأكره حياتي ويفعل هو المثل لأننا تقنيًا عالقان مع بعضنا حتى نهاية مسألة المتفرد هذه، شئنا أم أبينا.

- " أردت الموت لأجلي، لئلا أكون هذا الفارغ ... البشر يسامحون بعضهم بعضًا لئلا يضيع الحب منهم، لئلا يفقدوا قدرتهم عليه ... أنا لست أجد حبًا أتمسك به خشية ضياعه، لست أجد سببًا لأسامح أحدًا " استخدم نبرته السوداء السيئة يعاقبني.

ُمتفرَّد: ذهبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن