12

949 132 177
                                    

تلقينا قائمة توبيخات طويلة وحادة من روي حين عدنا إلى شقتنا، لأننا قضينا الليلة ونصف اليوم التالي نائمين متناسين طمأنته ...

مجددًا، أراد الشقيق الأكبر أن يأتي بنفسه ويتلمس سلامة أخيه، لكننا رفضنا عرضه بأدب، نحن يمكننا إدارة حياتنا بأنفسنا، نحتاج بعض الاستقلالية ...

روي يتصرف كجليس لطفلين ... لا يتقبل أن آد يستطيع تطوير نفسه، لا يقتنع أن الأخ الصغير البكّاء يريد حمل مسؤولياته الخاصة، وتحمل نتائج أخطائه دون مساعدة.

----------------------------

- " آد ... أتظن الأمر انتهى؟ "

- " أبدًا، الموجة التالية أكثر قسوة "

محق، إذ مرت ثلاثة أيام منذ ذاك الحادث، نجونا منه باستراتيجية غير مدروسة تمامًا وضعها آدريان دون علم مني، لكنها نجحت على أي حال، ونجونا.

ثم تلقينا معلومة داخلية من روي ... تؤكد أن الأمر سيكون سيئًا، حقًا، الموجة الثانية والأخيرة.

شخص واحد فقط قادم، الماستر بنفسه ... وحيدًا، لقد غادر بالفعل.

حاول آدريان منعي من الذهاب إلى المدرسة لليومين التاليين ... إلا أنه فشل في إقناعي.

لم أتوقع هجومًا عشوائيًا، شخص بمثل مكانة رئيس للأماثيست لن يقدم غالبًا على إيذاء طفل فورًا، أصحاب المناصب مجبرون على التصرف بدبلوماسية، لكني قلقت مما قد يفعله شخص عديم الرحمة مثله - كما تم وصفه - بآد، بدا أنهما يحظيان بتاريخ سيء معًا.

من الغريب تصديق أن آدريان قد تسبب بمشاكل لرئيس مجتمعهم قبل مغادرته والانعزال، قبل لقائه بوالدتي ... قبل أكثر من ستة عشر عامًا.

توقعت زيارةً خاصة لأجلي، أخليت لها جدولي بعيدًا عن أبي ... لن أكرر خطأ جعله يلتقي مع أمي حين تسببت له بالأذى.

في المرة الماضية نجونا فقط لدخوله وقت ذروته، الآن لا مفر ... كان علي رؤية ومعرفة ذلك الرجل الغامض بنفسي، صاحب السمعة السيئة، وأنا أعلم جيدًا أنه في الجوار.

----------------------------------------

أمام ... خلف
أمام ... خلف
تحركت الأرجوحة في نظام متكرر مندفعةً بالقوة ذاتها من أطراف أصابع قدمه ... لمست حذاؤه الأرض العشبية الندية مجددًا، باندفاع خلفي أقوى هذه المرة ... موشكًا في المرات القادمة على جعل نفسه يحلق تمامًا، أحب الأماكن المرتفعة حيث باستطاعته أن يقترب من الغيوم مهما بدت بعيدة ... ليس للمسها كأي طفل حالم، ليس لأنها كانت تشبه قطنًا متناثرًا أو تذكره بالصوف الدافئ ... بل رغبةً في أخذ عينات غازية منها.

أحب الأماكن المرتفعة لأنها تجعله أبعد عن معاليم الأرض، وأقرب لمجاهيل السماء.

ثم فكر أن آدريان ربما لن يتفق معه في ذلك، شخص يحب البقاء في مساحات محدودة خاصة، ربما هو يخشى الأماكن المرتفعة ... لا تستهويه أفكار كالتحليق، لا يريد رؤية حافة العالم، أو جرف نهايته ... يفضل الزوايا المنعزلة المحدودة ذات النور الخافت، حتى المظلمة قد تكون سيئة له.

ُمتفرَّد: ذهبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن