ُمتفرَّد: ذهبي

71

- " أين روي؟ "
تطلعت في المكان أبحث عنه، عن أي أثر، كنت سأتبعه إلى نهاية العالم إن علمت أنه هناك، نحتاجه ... ولا تمضي خطتنا السرية لولاه.

والعلم كان عند آد الباحث تحت الأريكة عن قرص معلومات إحصائية كان ينظمه أمس ... سها، ونسي أين وضعه.

ناولته إياه ... كان محشورًا أسفل الوسادة المربعة الصغيرة للأريكة ... ها قد ساعدته في العثور على شيء ما، حان دوره لمساعدتي في العثور على الشيء ما الذي أبحث عنه أيضًا، الشخص ما.

- " ستجده نائمًا في غرفته ... عاد متعبًا جدًا "

هممت للصعود، لكن سرعانما تلقيت وجود روي أمامي ... عيناه الزرقاوان المنهكتان والأقواس الحالكة أسفلها، تبدو كشقوق في منحوتة إيطالية من عصر النهضة، غامضة المصدر ومجهولة السبب ... ليس الزمن ما أنهكها، بل شيء آخر لا أحد يدريه ... لا أحد، إلا تلك المنحوتة ذاتها، التي اعتادت المثالية ثم وجدت نفسها تتصدع فجأة.

لا أحب ذلك ... لا أحب رؤية روي يبدو مرهقًا، وأنا كنت مجرد فرد آخر اعتاده مع مبدأ المثاليات تلك ... ولا أريد رؤيتها تختل عنده.

إن اختل روي ولو بخطوة واحدة ... فما يمكن لأمثالنا أن يُفعل بهم؟ إن كان الأعلى قابلًا للترنح ... فما مقدار الترنح الذي قد يصيب ما هو أدنى منه؟ لن يكون رنحًا ... بل انهيار.

لا أريد لروي أن يهتز ... لا أريدنا أن ننهار.

روي سالفاتور لم يكن مجرد شقيق أكبر لآدريان ... بل كان كوالده أكثر مما يكونه ماتياس سالفاتور ذاته.

- " لم لستَ تستريح؟ " آدريان أنّبه، يرفع كلا حاجبيه ويخفض رأسه قليلًا مستفهمًا، استفهامًا استنكاري.

- " لا يمكنني التوقف عن التفكير ... أحد الأعضاء المحتملين المرشحين للمجلس طلب مني فعل شيء غير قانوني نسبيًا، لأجله ... يعلم أني لن أرفض له طلبًا في ظرف خاص كهذا ... استغلال متبادل، قصة حياتي ... للسنوات القادمة "

يفهم اللعبة القذرة للسياسة جيدًا ... أنت لا تأخذ شيئًا، ما لم تعطِ ... تسليم واستلام، يبدو كارهًا جدًا لتضمينه في تلك المشاحنات السياسية الباردة والعقود الملتوية، لكن يدرك أهمية ذلك ... أن تكون شخصًا مباشرًا، صريحًا، ومستقيم الأخلاقيات تمامًا، هذا لا ينفع ... ليس هنا.

من الآن وصاعدًا سيستغله الكثيرون ... وهو سيستغل الأكثر، سيتلاعبون به وبنقاط ضعفه ... وهو سيفعل الأكثر، يدرك ذلك، هذا ما سيكونه الأمر منذ أنه صار الماستر.

الإبقاء على نفسه التي يألف في منصب حرج كهذا ... لا أعلم كيف سيجري الأمر، لا أعلم كيف سيساير ويواكب.

روي يكره الالتواء كثيرًا ... المكر والقبض على الخدمات المستردة ليست من طباعه، لكنه لا يملك خيارًا إلا أن يفعل، الرجل طلب منه شيئًا ما، وهو كان عليه أداؤه ليجعل ذاك مدينًا له، ثم يرد له الدين بتقديم الدعم عند الحاجة ضد بقية الأعضاء.