- " أبي؟ "
استخدمت فورًا نقطة ضعفه، عملتي الثمينة التي تتيح لي أن أكون ما أشاء، أفعل ما أشاء ... الكلمة التي كان مستعدًا لدفع أي ثمن كي تكون ندائي الدائم له.
لم يستجب لي ... يحني ظهره للأمام، ويحدق بمعصمه الأيسر، يلفه ويتفحصه ... ارتسم وشم حالك السواد من خطوط منحنية متقاطعة تتجمع في شكل أقرب إلى جديلة، يلتف بدوائر لولبية حول معصمه نحو الأعلى ... رفع كمه ولم تتوقف حدود الوشم، كان يمتد إلى كتفه مرورًا بذراعه كلها.
وشم اكتمال قوى الحارس ... ظننا أنه أسطورة كحال أي من النبوءات التي تم استبعادها، منذ أنه لم يظهر عند آدريان ... لكنه حقيقة، ونراه الآن ... رسميًا، صحوة الحارس اكتملت، وباتت قواه بأكملها تحت سيطرته.
- " آد؟ "
- " آدريان ... أنا الآن أكثر اكتمالًا من اختصاراتك "
ردني وأخيرًا ... صوته أقل اختناقًا من السابق، وأكثر تركيزًا على مخارج الحروف ... ما زال في طبقة صوتية منخفضة، لكنه أقل انسيابية، إن أمكنني لمس الأصوات، لقلت أن صوته ذو ملمس حجري رطب ... آدريان القديم حوى صوته نبرة من اللهفة الهادئة حين يحادثني أنا خصوصًا، كأنه يروي حكاية خيالية لطفل.
أطراف عينيه أكثر ارتخاءً بكثير، اختفت تمامًا النظرة الواسعة المذعورة القلقة شبه الدائمة ... باتت نظرةً أكثر خمولًا، متقاعسة، بؤبؤه ثابت جدًا لا يهتز، أسوأ بمراحل من نظرة الصقر الحادة التي تخص روي ... لا، هذه فارغة، تعود لشخص منفصل عن العالم، غريب جدًا عنه، لا مكان له فيه ... ثم هناك تلك القوة الهائلة جدًا في العينين الكهرمانية، قوة مصدرها اللاشيء ... اللاشيء الذي لا يمكن خسارته، لأنه ليس موجودًا.
أحببت النظر في عينيه السوداوين كثيرًا، أحببت رؤية نفسي وانعكاسي فيهما ... الآن صارتا قطعة الأحجية الأخيرة والوحيدة التي تجمعنا معًا ... شظايا من نحاس متكسرة لا متناهية، نوع من الجمال الصامت البارد الراحل، عيناه الكهرمانيتان مرآتي المبللة، مضببة تعكس لي صورة مشوهة لا أعرفها ... ما عدت أعرف كيف يراني، ومن أنا له.
إنهما تمامًا العينين اللاتي في حلمي المتكرر ذاك حين كنت أراه يقحم يده في النيران دون أن يتضرر، بل أنا أتألم ... كانت مجرد إشارة إلى المرحلة التي على الحارس الحالي أن يصلها ليسيطر على قواه، فقدان الشعور ... فقدان أناه.
تساءلت حينئذ عن الحدث الجلل أو الشيء الذي خلق تلك النظرة الهادئة لكنما المشبعة بالقوة، عجز تألمه ... وكان هذا هو، عرفته الآن.
هل هذا ما أردناه؟ لا، هذا ما كنا نخشاه، لكني لست نادمًا طالما هو حي.
كان ناحلًا أكثر، بطريقة أبرزت عظام الترقوة، عظامه الوجنية وفكيه المرخيين ... اعتاد قبضهما والشد على أسنانه، ضغطها بقوة قلقًا ... الآن هو مسترخٍ جدًا، أكثر مما يجب ... بطريقة خطيرة لم تعجب أحدًا، إن قيل له أن هناك قنبلة أسفل سريره ستنفجر بعد بضع دقائق، قد لا يتحرك من مكانه ... وإن فعل، سيخرجها من تحت السرير، يربت عليها ويضعها جواره يرقب عدها التنازلي ضجرًا.
أنت تقرأ
ُمتفرَّد: ذهبي
Fantasyكان يملك عقلًا من ورق ... وقلبًا من شظايا زجاج ... هناك حيث مزقتنا الورقة الأخيرة التي لم نظن أننا سنصلها يومًا ... هناك حيث لم يبقى أحد، حيث لم أجد إلا حكاية عشوائية. هل يُستهلك الشعور حتى رمقه الأخير ... حد الفراغ؟ هنا حكاية الذي ما كان عليه أن...