الفصل الرابع عشر ( ملك المفاجأة)
#رواية_وريث_آل_نصران
بسم الله الرحمن الرحيملم يكن اختياري، وُضِعت هنا قصرا ... ولم يشفق أحدهم، كنت أريدها حياة وردية ولكنها تفننت في أن تريني كل الألوان عدا اللون الذي أردته، لم أكن يوما من أعدائها ....ولكنها الحياة وهذه أنا.
تلاحقت الأنفاس في صورة حاولت أن تكون منتظمة، جاهدت كثيرا كي تنام ولكن النوم هجرها... لذا بدت "رفيدة" ك النائمة في غرفتها المشتركة مع صديقتها "جيهان" وعقلها لا يتوقف عن التفكير بشقيقها الراحل... اليوم هو موعد عودتها لبيتها، كل شيء هناك يذكرها أنه رحل...تلاحقت الدموع ولم تمنعها هي ولكنها انتبهت جيدا حين لمحت "جيهان" تترك الفراش وتسير ببطيء شديد، ألقت "جيهان" نظرة على فراش "رفيدة" فتصنعت النوم كي تراقب ما ستفعله وبالفعل تحركت نحو حقيبة "رفيدة" المعلقة تبحث في داخلها عن شيء ما.... غزا الانزعاج حصون "رفيدة" فقامت من مكانها مباغتة صديقتها وتحدثت بانفعال:
بتعملي إيه يا "جيهان"؟تركت " جيهان" الحقيبة، وقد ساد الارتباك على الأجواء فلم تقل شيء سوى:
كنت بدور على تليفوني مش لاقياه... قولت يمكن نسيته معاكي في الشنطة.بحثت "رفيدة" بعينيها عن الهاتف في الغرفة حتى وجدته في أحد الزوايا فجذبته واتجهت ناحية صديقتها تضع الهاتف بين يديها قائلة:
ابقي دوري في الأوضة كويس، قبل ما تروحي لشنطتي.تصنعت "جيهان" الاستنكار وهي تسألها بغير تصديق مفتعل:
قصدك ايه اللي بتقوليه ده يا "رفيدة" ؟_قصدي إن أنا مش هبلة يا "جيهان"، هو أنتِ مصاحباني ليه؟... طول الوقت عندك ظروف وعايزة فلوس وأنا طول الوقت بستلف من ماما علشانك لحد ما بقت تشك فيا
تابعت " رفيدة" وقد بدأت الدموع تتجمع في مقلتيها:
أنا مليش أصحاب غيرك، أنتِ الوحيدة اللي سمحتلها تبقى في حياتي وقدرت اتعود على وجودها، الباقي يإما أنا اللي بخرجه، يإما هو اللي بيبعد... هو أنتِ فعلا بتحبيني علشان أنا "رفيدة" ولا بتحبي فلوس "رفيدة"؟....وختمت تواجهها بما يمزق فؤادها:
ده أنا لما بقولك مره مش معايا فلوس، أو مش هقدر أديكي المره دي مبشوفكيش... بلاقي إهمال وسيباني لوحدي وماشية مع الكل إلا أنا وكأنك عارفاني علشان ده بس.حل الصمت ، فقط " رفيدة" تنتظر رد أو توضيح ، نفي لكل هذه التهم ولكنها لم تسمع أي شيء سوى "جيهان" التي قالت معتذرة:
"رفيدة" أنا أسفه لكل حاجة، أنتِ بس فهمتي الموضوع غلط.
اتجهت ناحية فراشها متابعة:
اعتبري مفيش حاجة حصلت، ومش هطلب منك أي فلوس تاني، ولو طلبت متسمعيش كلامي.
لم تنكر شعورها بالذنب في هذه الدقائق القليلة التي تواجهت فيها مع "رفيدة"، دقائق لم تجن فيها إلا محاولات للهرب من صوت ضميرها الذي يستيقظ كل عام مره، وتحاول " رفيدة" فيها استجماع ذاتها بعد أن تشتت في جدال لا فائدة منه.
أنت تقرأ
وريث آل نصران
Actionحينما يحاسبنا على الذنب أهل الذنب أنفسهم! قد كان يطمح في حياة هادئة، شاب اقتحم الحياة وفتح ذراعيه لها فلم يجد نفسه إلا شريد لا يعرف أين الطريق و أصبح لا يردد سوى: تائه، حائر، سئمت... بأي ذنب أنا قُتِلت؟ أما هي فكانت ترضى بالقليل، أمنيتها الوحيدة أ...