الفصل الثالث والأربعون (أمر إحالة للمحاكمة)

138K 6.8K 2.1K
                                    

الفصل الثالث والأربعون (أمر إحالة للمحاكمة)
#رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
بسم الله الرحمن الرحيم

تتقاطع الطرق ونجد من نظنهم أرواحنا في أجساد آخرى، نتوهم أن الرحلة معهم ستسير على وتيرة واحدة، وستكون السعادة أبدية، ونظل في أوهامنا حتى تصفعنا الحياة من جديد بحقيقة أن لا فرح دائم ولا حزن متواصل، حقيقة أنها رحلة تحمل من كل شيء ويجب عليك أن تتحمل وإلا لن ترى بر الأمان فيها أبدا.
              ★***★***★***★***★***★***★**★

وكأن العودة للمنزل صارت من المحرمات ولا جديد أمام موقف والده الحازم على ألا يعود، سأم "حسن" التواجد في منزل والدته القديم، وقرر الرحيل عل هذا يضغط على والده ويأتيه في النهاية السماح بالعودة، تمدد على الأريكة في منزل "بشير" الذي تفاجأ في الصباح بقدومه إلى منزله، تركه ورحل إلى المعرض بعد أن سمع منه:
أنا هقعد معاك هنا يومين.
حثه "حسن" بعد ذلك أن يذهب إلى وجهته وأن يتم حديثهما حين يعود وبقى هو في المنزل، كان يقلب بين قنوات التلفاز بملل، حتى اقترب منه الكلب من جديد فهتف بضجر:
يا عم ابعد عني بقى يا عم، هو أنت بشير مسلطك تطفشني؟
وكان الرد عليه هو النباح فضرب "حسن" على ساقه بانزعاج قبل أن يقوم ويتوجه معه حيث أرشده، لاحظ فراغ طبقه فأحضر من علبة الطعام الخاص به ووضع له، انشغل عنه أخيرا يأكل ما قدمه له فابتسم "حسن" وقال:
اياك تهدى بقى.
عاد للأريكة من جديد وما إن جلس حتى سمع صوت الباب، ثوان وكان "بشير" أمامه حيث قال وهو يخلع حذائه:
أنا جيت أتغدى معاك، وهبقى أرجع المعرض تاني ...
اطلبلنا أكل بسرعة بقى.

طلب منه "حسن" هاتفه مردفا:
هات موبايلك طيب، علشان أنا قافل بتاعي.
أعطاه له وهو ينبهه:
على فكرة عيسى كلمني وسأل عليك، شكلهم احتاجوا حاجة وكانوا بيدوروا عليك، أنا قولتله إنك عندي

علق "حسن" على حديثه بضيق:
يا بشير بتقوله ليه، ثم بدا اهتمامه وهو يسأل:
وهو قالك إيه؟

_شتمك.
قالها "بشير" ببساطة وهو يمسح على كلبه الذي هرول ناحيته وأضاف:
وقالي لما ارجع البيت اخليك تكلمه

أمام إصرار أخيه هذا شك في الأمر وبان هذا الشك في سؤاله:
هو عايزني في إيه، في مصيبة حصلت تاني ولا إيه؟

هز "بشير" رأسه فأدرك "حسن" أنه يعلم مما جعله يطالبه برجاء:
خليك جدع وقولي علشان أشوف تستاهل أرجع ولا لا

رفض "يشير" ولكن إلحاح "حسن" كان الأقوى فبدأ يسرد عليه ما حدث بقلق:
الواد "محسن" بقاله شوية عامل مشاكل، طلعله حس هو كمان، أنا مش عارف الكلام على إيه بينه وبين "شاكر" بس اللي بيعمله ده يقول إنه مبقاش فارقله حد، آخر حاجة عملها اتخانق مع "شهد" و"مريم" وفتح دماغ "مريم" وفص ملح وداب.

وريث آل نصران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن