الفصل الخمسون (فراق)

109K 6K 1.6K
                                    


#رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
بسم الله الرحمن الرحيم

مـــتــألــمٌ ، مــمّـــا أنــــا مــــــــتـــألـــمُ؟
حــــار الســــــؤالُ ، وأطرق المستفهمُ

ماذا أحــــــــس ؟ وآه حـــــــــزني بعضه
يــشــكـــو فـــأعـــــرفه وبعضٌ مبهمُ

بي ما عـــلـــمت من الأسى الدامي وبي
مـــن حــــرقة الأعـــمــــاق مـــــا لا أعــلمُ

بي من جــــراح الـــروح ما أدري ، وبي
أضــــعــــاف مــــا أدري ومــــا أتــــــوهمُ

وكـــــأن روحي شـــــعـــــلةٌ مــــجنونةٌ
تـــطـــغــى فـــتضــــرمني بما تتضرمُ

وكــــأن قـــلبي في الضــلـــوع جنازةٌ
أمـــشــي بــهـــا وحــــــدي وكلي مأتمُ

أبكـــي فـتـبـتسم الجراح من البكا
فـكــــأنــهــا في كـل جـــــارحـــــةٍ فمُ

فلسفة الجراح - للشاعر/ عبد الله البردوني

         ★***★***★***★***★***★***★***★**★

حتى ذلك الشيء الذي تظنه أنت من موقعك لا يوجد أسهل منه، ربما لو وُضِعت في نفس أماكننا لصفعتك حقيقة كم هو عسير.
حالته شديدة السوء، نفسيا وجسديا، والكارثة أنه سأم الحرب، حتى المعافرة هذه المرة ثقيلة عليه، وزاد هذا حين تذكر زيارة ملك التي لم تكتمل بسبب سؤال لم يستطع الجواب عليه، هل فعلت هذا حقا؟
لم يكن ينتظر أحد، ولكن قدوم هذا الشخص تحديدًا كان هاما وبشدة في هذا التوقيت، كان صاحب الزيارة هذه المرة هو معالجه "نور" الذي جلس على المقعد المجاور لفراشه وقال بابتسامة:
ألف سلامة عليك

_ بابا اللي جابك؟
سؤال طرحه عيسى ولم يكن مناسبا لرد ترحيب الزائر ولكن "نور" تفهم الوضع فصارحه بهدوء:
هو فعلا أنا عرفت باللي حصل من الحاج، لكن لو كنت عرفت من أي حد تاني كنت هاجي برضو، وعايزك تفهم حاجة يا عيسى، أنا أي كلمة بيني وبينك مبتطلعش برا، ده شغلي ومش هطلع أسرار حد عندي حتى لو علشان خاطر مين
ثم أضاف بمزاح:
وبعدين إيه الاستقبال الناشف ده، أنا حتى صارف ومكلف وجايبلك شوكولاتة.

ابتسم "عيسى" واطمئن "نور" لكسر حدة الأجواء ثم استدرجه:
لو حابب تتكلم أنا سامعك، مش عايز أنا كده كده جاي اطمن عليك وبس.

لمح في عينيه الرغبة ليتحدث، وتيقن من هذا حين شاهده يتنفس بعمق قبل أن يقول بأسى:
مقدرتش أواجهها، مقدرتش أقولها إن اللي وعدتها بيه خلفته في نفس اليوم، كنت حاسس إنها مش هتفهمني، وأنا اخر حاجة هبقى عايزها دلوقتي إنها متفهمنيش.

لمعت العبرات في عينيه واستكمل بتعب يقص عليه الأمر من البداية حتى وصل إلى منزل صديقه واكتشف ما حدث ثم اقتحام شاكر لسيارته، عند هذه النقطة تحديدا بانت ثورته في نبرته:
النوبة جاتلي، مشوفتش قدامي، معرفتش أتصرف بعقل، كنت عايز أخلص كل حاجة حتى لو هخلص معاها، معرفش لو اتحطيت في نفس الموقف تاني هتصرف ازاي، بس كل اللي اعرفه إني مش هتردد لحظة في أذيته، ولعلمك هو مكانش يفرق معاه النهاية تبقى ازاي، هو كل اللي يهمه إنه يطلع كسبان، وإن حتى لو النهاية جت تبقى بإيده هو، بس أنا مهتمتش بأي حاجة لحظتها، كنت عايزها تخلص بس، تخلص وأنا شايفه مش مصدق إني بعمل كده.

وريث آل نصران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن