الفصل الثامن والأربعون (آه يا أمي)

105K 6K 1.7K
                                    

الفصل الثامن والأربعون (آه يا أمي)
#رواية_وريث_آل_نصران
(الجزء الثاني)

بسم الله الرحمن الرحيم

الشوق يقتلني يا أمي...لم الرحيل كان؟
فوليدك لا يستطيع العيش هنا بأمان..
يقتلني شوقي ... إلى متى لا ألمحك في سماء ؟
لأبث شكواي يا أمي.. آه من الآلام.

اتصال هاتفي، قلب كل شيء رأسا على عقب، لم يعرف فيه سوى أن شقيقته في خطر... لا يستطيع التفكير بشكل سليم، كل ما يدركه الآن أنه في سيارته وجواره "طاهر" الذي هاتفه وطلب منه الحضور له بالسيارة على الفور، سأله "طاهر" منفعلا:
يعني الزفته صاحبتها دي متعرفش ال*** ده فين، وهي مشيت معاه ازاي اصلا.

أجابه "عيسى" بغضب:
البت مش راضية تقول حاجه، هي مقالتش غير الحقها ومرضيتش تتكلم تاني، أنا بعتلها "بشير" جايز يعرف يطلع منها بأي حاجه.

أنهى حديثه وأزاد من سرعة سيارته أكثر، سرعة جعلت "طاهر" في حالة اندهاش من أنه يستطيع التحكم في السيارة وهو يقود بها.... كان يسير عبر الطريق الصحراوي، توقع "طاهر" أن بسرعة "عيسى" هذه سيقطعا الطريق الذي يلزمه ساعتين وربع على الأقل في ساعه ونصف.

الأفكار السوداء بأكملها داخل رأس "عيسى" الآن، اعتاد دائما توقع الأسوء ورغم توقعه ولكن الأسوء دائما ما يفتك به.

   ★***★***★***★***★***★***★***★

جلست "جيهان" في إحدى المقاهي الشبابية المجاورة للسكن الذي تقبع به هي وصديقتها، تبكي بعنف... وصل "بشير" وعرف أنها المقصودة من نحيبها المتواصل... طالعت القادم عليها بقلق، هذا الشاب ليس شقيق "رفيدة" قالت وهي تمسح دموعها حينما جلس أمامها موجها سؤاله:
أنا معرفش هي فين.

ضرب على الطاولة بغضب وهو يردف:
هو ايه اللي متعرفيش، ما تحكي اللي تعرفيه وتخلصي... يعني تعرفي إنه خطفها، و متعرفيش خدها ازاي ولا راح فين، ولا حتى هي مشيت معاه ازاي؟

زاد نحيبها أكثر، لذا وبدون تردد انتشل "هاتفها" من بين يديها بانفعال، فتح سجل الأرقام، فوجد ذلك الاسم الذي أخبره صديقه به ... أدار لها الهاتف سائلا:
ده رقمه؟

لم تجب وتابعت البكاء، فحثها بقوله:
لو فعلا هي صاحبتك، فهي في خطر، ولو جرالها حاجه وعندك معلومة واحده تنفع ومقولتيهاش... مش هتسامحي نفسك طول عمرك، ولا أهلها هيسامحوا.
أثر حديثه بها تأثيرا كبيرا، لذا وبحذر هزت رأسها قائلة بدموع:
ده رقمه.

جذبها "بشير" من مرفقها قائلا بحسم:
قومي تعالى معايا.

لم تستطع الرفض، إذ وجدت نفسها تُسحب حتى سيارة هذا الغريب، ولم يعد هناك أي فرصة للاعتراض أو الملاص.

وريث آل نصران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن