الفصل الأول (شاكر يضربها) _الجزء الثاني_

103K 5.4K 928
                                    

الفصل الواحد والأربعون (شاكر يضربها)
_الجزء الثاني_
#وريث_آل_نصران

عيني تراكم وقلبي لا يراكم
لكن أملي تجدد بعد ضياعه بلقياكم.

اتجه "عيسى" إلى الشرفة يطلق الأعيرة بلا هوادة، وكأن مقصدهم لم يكن سواه فزادت شراسة الضرب في الخارج في محاولة للظفر به، ولكنه كان ثابت فواصل الضرب بلا رحمة، وبقى المشهد كالتالي هو فقط يواجه ضرباتهم المتلاحقة، ويتلقوا منه أعيرة خرجت مدافعة وهاجمة ولا يعلم أحد من الطرف الفائز، فقط صوت "ملك" التي صاحت خائفة:
خد بالك يا "عيسى" .
ظلت الأوضاع هكذا
ابن اخر روى دمه الأرض، وهجوم شديد على منزل والده منزل كبير القرية، و"عيسى" يواجه من مرسم شقيقه.
لم يتوقف كل هذا إلا بحضور رجال الشرطة من المركز التابع للقرية.... توقفت الأعيرة النارية تماما.... ولكن لم تتوقف رجفة "مريم" القابعة بأحد زوايا المرسم فاحتضنتها شقيقتها تحاول طمأنتها، لم يكن عقل وقلب "نصران" في حالة تسمح له بالتفكير في أي شيء سوى ابنه "حسن".

دخل الضابط إلى المرسم حيث شاهد "عيسى" من نافذته وطرح سؤاله:
ايه اللي بيحصل هنا يا حاج نصران؟... احنا جالنا بلاغ ان في ضرب نار هنا.

_ وديني عند أخوك.
قالها "نصران" لابنه بأعصاب تالفة وجاهد "عيسى" كي يعطي إجابة:
زي ما حضرتك جيت وشوفت كان في ضرب نار، احنا معندناش أي حاجة تتقال.

لم ينتظر "نصران" أكثر بل اندفع نحو الخارج، ولحق به "عيسى" الذي أخرج هاتفه يجري مكالمة، ثوان وأجابه صوت "طاهر" والذي هاتف "عيسى" يخبره ما حدث ويطلب منه الرجوع للمنزل سريعا
تحدث "عيسى" بانفعال وهو يجلس أمام عجلة القيادة جوار والده وقد جلست "ملك" وشقيقتها في الخلف:
ارجع يا "طاهر" البيت، انا وأبوك جايين على المستشفى مش هينفع هما يفضلوا لوحدهم هنا.

لم تكن المسافة طويلة، ولم يستغرق الأمر كثيرا حتى وصلا أخيرا إلى "طاهر" فكرر "عيسى":
روح يا " طاهر" .

_ أنا عايز اطمن عليه.
قالها "طاهر" بقلق حقيقي فحدثه "عيسى" مجددا:
واللي في البيت دول هنسيبهم كده لوحدهم، وفين الزفت الاتنين اللي كانوا على البوابة برا.
.
أصر "طاهر" على موقفه ونطق برجاء:
خلاص روح أنت يا "عيسى" أنا مش هقدر أروح وأسيبه كده، أنت مشوفتهوش وهو سايح في دمه.

كانت "مريم" في حالة من الصدمة، تأن بصوت منخفض وشقيقتها لا تستطيع الاستفسار لا تستطيع سوى محاولة تهدأتها.

لم يكن "نصران" معهم بل كان في عالم اخر، جلس على أحد المقاعد واضعا رأسه بين كفيه، لا يتحمل هذا أبدا، ففقيده الأول سرق نصف روحه، وإذا رحل الثاني لن تعد هناك حياة بالنسبة له.
إذا فارق "حسن" الحياة لن يسامح نفسه أبدا، فكل محاولات صلح ابنه له كانت فاشلة.

ربت "عيسى" على كتف والده محاولا طمأنته:
اطمن إن شاء الله هيبقى كويس.
تمنى لو أن ما يخبر به والده هو الذي يحدث فعلا، هو فقط يطمأن والده ولكنه يحتاج إلى من يطمأنه.

وريث آل نصران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن