الفصل الحادي والخمسون (ابقِ معي)
#رواية_وريث_آل_نصرانبسم الله الرحمن الرحيم
الخوف شعور طبيعي ولكنه مقيت، مقبض، خاطف للأنفاس ومهدد بالخسارة وخاصة إن كانت خسارته هو...فمعها الخوف سيزداد أضعافا.
جلستهم تنثر بوادر تنذر أنها إن لم تنته سريعا لن تمر على خير أبدا، فبعد أن أعلنت "ملك" أنها تريد التنازل لزوجها رد عليها المحامي بقوله:
كده يبقى هستنى حضرتك وأستاذ "عيسى" في المكتب... والعقود موجودة لو حابين تاخدوها.أثناء حديث المحامي واعتراض "كوثر" التي تحث ابنها على فعل أي شيء لوقف هذه المهزلة ... جذب "شاكر" العقود وتقدم ناحية "عيسى" قائلا بضحك:
لا متتعبش نفسك وتروح لحد مكتب المحامي... ملك مش هتاخد مليم.ترك "عيسى" مقعده ووقف أمامه يواجهه بنفس البرود والضحكة:
ده عند أمك.هز "شاكر" رأسه وقال ل "عيسى":
العقود اهي.
قال كلمته الأخيرة ثم بدأ في تمزيقها قطعا أمام نظرات الجميع وخاصة نظرات الوقف أمامه، يمزقها وهو يطالعه بتحدي يبحث عن النصر.نظر " عيسى" إلى الأوراق التي وقعت على الأرضية بعد أن مزقها "شاكر" ثم رفع عينيه له سائلا:
وأنت لما تقطع الورق بقى، هي كده مش هتاخد حقها؟ضحك "شاكر" وهو يحدث "عيسى" بتحدي:
لا أنا بعرفك اللي هيحصل، الورق كده كده انتوا قلتوا إنه متسجل، أنا بعرفك بس إن مفيش ورقة واحده هتخليها تاخد حاجه وأنا مش عايز... حتى لو معاها ورق الدنيا كله مش هتاخد حاجه.هنا تحدث "عيسى" وربت على كتفه أثناء قوله:
لا استنى بقى علشان أنا اللي هعرفك اللي هيحصل،
أبوك كاتبلها الربع في حياته، يعني الربع ملكها من وهو حي، لكن علشان هو عارف انها لا تعرف حاجه عن عقود ولا غيره، كتب في الوصية انها تاخد الربع وميعرفش انها كده هتاخد ربع غير الربع بتاع الهبه.صاحت "كوثر" باعتراض موجهة حديثها للمحامي:
ايه الكلام ده يا أستاذ.أخبرها المحامي بتوضيح:
ما انا قولت لحضرتك يا حاجه، إن المرحوم مرجعليش قبل ما يوصي ليها بأي حاجه، لو كان رجعلي كنت هقوله إن العقود دي تثبت حقها، لكن كلام أستاذ عيسى صح، طالما وصالها في الوصية بالربع يبقى هي هتورث ربع تاني، غير الربع اللي المرحوم وهبه ليها في حياته ... يعني كده مدام ملك ليها النص ... ربع منه بتاعها أصلا بعقود رسمية، والربع التاني متوصي ليها بيه ولازم تاخذه._ ولما انتِ تاخدي النص، احنا هناخد ايه يا "ملك"؟
قالت ذلك " علا" باستنكار ثم تابعت مسرعة:
أنتِ عارفة إن أكيد أبويا كتب اسمك في الوصية علشان يأكد إنك تاخدي الحق اللي هو كتبهولك في حياته، ومكانش يعرف إن بكتابته اسمك هتاخدي ربع تاني... بلاش تغدري بيه وهو كان بيحاول يأمنك.
أنت تقرأ
وريث آل نصران
Actionحينما يحاسبنا على الذنب أهل الذنب أنفسهم! قد كان يطمح في حياة هادئة، شاب اقتحم الحياة وفتح ذراعيه لها فلم يجد نفسه إلا شريد لا يعرف أين الطريق و أصبح لا يردد سوى: تائه، حائر، سئمت... بأي ذنب أنا قُتِلت؟ أما هي فكانت ترضى بالقليل، أمنيتها الوحيدة أ...