الفصل الثالث والثلاثون (إنه في المنزل)
#رواية_وريث_آل_نصرانبسم الله الرحمن الرحيم
قال أبو مسلم البهلاني:
منازل النفس لاتدرى حقائقها
واخطأ الزعم من قد قال يدريها
العين تدرك إلا ذاتها نظرا
والكف تقبض الا معصمها فيها.هنا في منزل "مهدي" كانت الخادمة تعمل على قدم وساق من أجل إعداد وجبة الإفطار، رصت الأطباق على الطاولة ولم يتبق سوى حضور أفراد المنزل، دقائق وأتت "كوثر" وتبعها زوجها الذي طلب من الخادمة:
اطلعي اندهي "علا"قبل أن تنفذ ما طلبه وجدوا "علا" تنزل لتشاركهم الطعام فقالت "كوثر" بود:
تعالى يا "علا" اقعدي جنبي.اختارت "علا" مقعد بعيد عن والدها ووالدتها وهي تقول:
أنا مش عايزة أقعد جنب حد._شايف بنتك.
قالتها "كوثر" مستنكرة أفعال والدتها فطلب "مهدي" من ابنته برفق:
قومي يا "علا" اسمعي الكلام واقعدي جنب أمك.
بمجرد أن أنهى حديثه سمعوا دقات متواصلة على البوابة الخارجية، ذهبت الخادمة لترى من الطارق فلم يكن سوى "محسن" الذي دخل وهو يقول:
ده انا حماتي بتحبني بقى.همست "علا" بانزعاج:
جتك حمى تاخدك وتريحني منك ومن جوازتك الفقر.انضم لهم لمشاركتهم في الطعام فرحبت به "كوثر" بقولها:
صباح الخير يا "محسن".
خفضت صوتها وهي تتابع بلهفة:
" شاكر" مبيكلمكش؟... طمني عليه.طمأنها "محسن" بقوله:
"شاكر" كويس، متقلقيش عليه هو بس لو يهدى ويقعد في مكانه ميخرجش مفيش حد هيعرفله طريق.
استدار ناحية قائلا بابتسامة واسعة:
ازيك يا "علا".لم تنظر له بل تصنعت العبث في طبقها وهي تقول باقتضاب:
كويسة.
تبع سؤاله بسؤال اخر:
هتبدأي امتحانات الأسبوع الجاي؟_بيقولوا.
انفعل والدها من طريقتها مع ضيفهم لذا تحدث غاضبا:
ما تتكلمي عدل يا بت أنتِ.تأففت بضجر، بينما برر لها " محسن" بقوله:
خلاص يا حاج "مهدي" محصلش حاجة.طرقات جديدة على باب المنزل، فاستغلت "علا" الفرصة لترك المائدة وهي تقول:
هفتح أنا.اتجهت إلى البوابة وما إن فتحتها حتى وجدت أمامها شاب في عمر شقيقها تقريبا يرتدي ملابس رسمية وجواره إحداهن لا يظهر منها سوى عيناها بسبب ارتدائها للنقاب، سألته باستغراب:
مين حضرتك؟ابتسم لها الواقف بهدوء وهو يسألها:
ده بيت "شاكر"؟
شعرت بالريبة حيالهما فقالت:
اه بس هو مش هنا.
أنت تقرأ
وريث آل نصران
Actionحينما يحاسبنا على الذنب أهل الذنب أنفسهم! قد كان يطمح في حياة هادئة، شاب اقتحم الحياة وفتح ذراعيه لها فلم يجد نفسه إلا شريد لا يعرف أين الطريق و أصبح لا يردد سوى: تائه، حائر، سئمت... بأي ذنب أنا قُتِلت؟ أما هي فكانت ترضى بالقليل، أمنيتها الوحيدة أ...