الفصل التاسع والستون (إنصاف)
#رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثاني)
بسم الله الرحمن الرحيمقتلوه من التعذيب وقالوا انتحر..
فكرت لحظة وقلت: آه يا غجر!..
لو جنسكم سبناه يعيش في الحياة..
اللي انتحر راح يبقى جنس البشر!(رباعيات صلاح چاهين)
اتصال والده جعله يشعر بأن هناك شيء ما.... وصل إلى المنزل ليرى سبب اتصال والده به... فوجد "منصور" يجلس في غرفة المكتب مع والده.... تملكته مشاعر كثيرة، الحقد والغضب والكره اجتمعوا به، شعر بأنه على وشك إحدى نوباته ولكنه حاول التماسك واستأذن ودلف ليمر جوار "تيسير" التي أتت بالشاي وقد انطلق حديث منصور الغاضب:
أنا مش جاي اتضايف.لم تعجبه الطريقة تماما، ولم يعجبه صمت والده ووجهه المكفهر، فتحدث بدلا عن والده:
امال جاي ليه؟... أكيد مش جاي عايز حسنة،
على قلبك قد كده مش محتاج يعني._ بس يا عيسى.
كان هذا أمر والده والذي نفذه فورا...جذب أحد المقاعد ليجلس عليه، وهو يستمع لحديث والده:
الحاج منصور، بيقول ان النار مسكت في الأرض بتاعته امبارح.تطلع "نصران" و "منصور" إليه، فوجداه يجذب زجاجة من مشروبه المفضل من البراد وهو يلقي قوله:
لا ده عند المطافي، الحوار ده روح لبتوع المطافي هيجبولك خرطومين تلاتة ويجوا يحلوه، لكن هنا العنوان غلط.بدا الانزعاج جليا على وجه "منصور" وهو يهتف بضجر:
ما هو لو كنت لقيت اللي يربيك مكنتش اتكلمت كده، لكن لا أب ولا أم.
أشار إلى بعده الدائم عن هنا منذ الطفولة، أشار ويا ليته لم يفعلها... إذ رأى في عين "عيسى" أبشع نظرة يمكن أن يراها... شاهدها وهو يسمعه يقول بنبرة متهمة:
أصل أنا أمي ماتت، الله يرحمها... كانت بنت حلال بس علطول مكنتش بتقع إلا مع ولاد الحرام.الحديث يحمل معاني كثيرة، هذا ما أدركه منصور وعيسى يتابع:
بس أقدر أقولك إنها في الكام سنة اللي عاشتهم ربتني أحسن ما أنت اتربيت... وأشار على والده متابعا:
والراجل اللي أنت قاعد تغلط في تربيته ده، طلع رجالة متعرفش تطلع ضفرهم.تحدث "نصران" للجالس أمامه بانزعاج:
نهايته يا "منصور"... أنت عايز ايه؟_ عايز اسمع كلمة الحق...تقولوا أنتوا اللي عملتوها ولا لا... محدش له صالح فيها غيركم.
ابتسم " نصران" وسأله بهدوء:
و هنعملها ليه؟رد "منصور" على سؤال "نصران" بأخر يبين فيه علمه بمكر من أمامه:
وهو حد يعرف أنتوا بتعملوا إيه وامتى وليه؟كانت عين نصران تحيد بين لحظة والثانية على ابنه، لاحظ قبضته التي تشتد على زجاجة الشاي في يده، وكأنه يفرغ طاقة غضب فيها.
أنت تقرأ
وريث آل نصران
Actionحينما يحاسبنا على الذنب أهل الذنب أنفسهم! قد كان يطمح في حياة هادئة، شاب اقتحم الحياة وفتح ذراعيه لها فلم يجد نفسه إلا شريد لا يعرف أين الطريق و أصبح لا يردد سوى: تائه، حائر، سئمت... بأي ذنب أنا قُتِلت؟ أما هي فكانت ترضى بالقليل، أمنيتها الوحيدة أ...