الفصل السابع عشر (حبيبة والدها)

122K 6.4K 1.2K
                                    

الفصل السابع عشر (حبيبة والدها)
#رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
بسم الله الرحمن الرحيم

لقد صدق أحدهم حين قال:
كف الحبيب سكينة ودواء
والعشق داء حل بفاقدي الدواء
ولكنه نسى أن يُخبر من لم يذق داء العشق أنه الداء الذي إن عاش ألف حياة وذاقه في واحدة فقط منهم سيبقى في حيواته الباقية يتمنى لو يصيبه الداء ثانية... لأنه داء لا يُنسى أبدا.

لأول مرة لا تستطيع وصف ما يعصف بها، بريئا كالملائكة يرقد بعد ليلتهما أمس، مجرد النظر إليه الآن يصيبها بالارتباك، وكأنها ارتكبت جرم كبير حين استسلمت له، بعد تصريحها له ليلة  أمس قضت معه أول ليلة كزوجين، لا تنكر أبدا لطفه، احترامه لخوفها، رقته التي لا تُنسى معها، وسعادتها وهي بين أحضانه، همساته لها بين اللحظة والأخرى وهو يصرح لها بحبه تارة، ويحارب خوفها تارة أخرى بقوله الخافت:
متخافيش
تتذكر حين كانت تصمت كان يهدئها ويعرض أن يبتعد ولكنها رفضت ابتعاده، تدين له بالكثير، ظنت أن تجربة كهذه ستكون الأصعب في حياتها لكنه نجح في قتل ظنها، نجح في خلق لحظات سعيدة لها لن تنساها أبدا، ابتسمت ومسحت على جانب عنقها الذي رسمت لها شقيقتها عليه بالحناء أول حروف من اسمه، كانت تود قتلها على فعلتها ولكن بعد لمساته الحانية عليها انقلبت الكفة من جديد لصالحه، لم يتردد لحظة في مساعدتها على تقبل هذه الخطوة الجديدة في حياتهما، لم يفشل في إكسابها الثقة بنفسها وجعلها تتناسى كل مخاوفها وهو يهمس لها بأنه أسرته بأفعالها التي ساندته في كل موقف صعب مر به، يهمس بأنه خاض حروب كثيرة حتى لا يقع في فخ حبها ولكنها نجحت في إيقاعه.... تنهدت بحب واستدارت للنائم جوارها تتطلع إليه، أغمضت عينيها وتنفست بعمق فعلى الرغم من كل شئ هناك غصة مريرة تؤرقها، هناك شعور شديد السوء يقتلها بأنها خائنة، صراع نفسي يكاد يفتك بها ولم ينجيها منه ليلة أمس سواه... لمحت حقيبة موضوعة على الأرضية جوار الفراش من ناحيتها ولم تكن هنا مسبقا، مالت وفتحتها لتجد بها ملابسها فانكمش حاحبيها باستغراب، لا تعلم متى ولا كيف أحضرها،  نظرت في هاتفها لتتيقن أنها لم تنم إلا ساعة واحدة، الساعة الآن السابعة صباحا... أبعدت تساؤلاتها وقررت إخراج ملابس لها والتوجه إلى المرحاض قبل استيقاظه، بمجرد أن دخلت داهمها صراعها النفسي من جديد، تنهدت بحزن وأغمضت عينيها بشدة وقد حسمت الأمر، لن تفكر في أي شئ حتى تخرج من هنا، لم يمر الكثير حتى انتهت، ارتدت إحدى بيجامتها القطنية المناسبة لهذه الأجواء الشتوية، وغطت خصلاتها بالمنشفة لتخرج من هنا، انتهت من تمشيط خصلاتها ورفعت طاقية بيجامتها لتغطي بها رأسها وهي تتوجه ناحية النافذة المتواجدة في إحدى زوايا الغرفة، وقبل أن تفتحها سمعته يعلق ساخرا بنبرته التي بدا فيها أثر نعاسه:
ماهو لو أنتِ بتفكري تفتحي الشباك الساعة دي تبقي عايزة تموتيني.

وريث آل نصران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن