الفصل الخامس عشر ( لا يحرق النار إلا نفسها)
#رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
بسم الله الرحمن الرحيمقد آن الأوان
ليختار فؤادي ما رفضه منذ زمان
بروحي فديت كل ذي روح
يكفي إلى هنا فداء
مُتمنيا أن تبقى ذكراي
عطر لروحك مهما طال الزمان
ذابل، جريح أهجرك ومنايا أن تبقي..
بأمان حتى الممات.
وإذا سألتي لما اخترت الفراق فستجدي جوابي في أول حرف من أول كل كلمة في ثماني جمل علوية نزفها لكِ قلب فان.بعض المواقف نظن أننا لن نكن بداخلها أبدا ولكن الحقيقة أنها قريبة منا جدا، قريبة لدرجة لا نتخليها،
لم يكن ليتوقع أن يقف الآن أمام والده، والده الذي سأل:
كلمتي ماشية عليك ولا لا؟لا يدري ما هو مقصد السؤال ولكنه رد بما هو صادق فيه حقا:
كلمتك سيف على رقبتي.هز "نصران" رأسه ثم قال وهو يطالع ابنه ولا تتزحزح عيناه عنه:
يبقى ملكش دعوة بشاكر تاني.انكمش حاجبيه وحرك رأسه بغير تصديق وهو يسأل باستنكار:
يعني إيه مليش دعوة بشاكر تاني؟_ يعني خلصت يا بن نصران... وده قول أبوك، ولو ليك قول بعد قوله سمعني.
خرجت كل كلمة حاسمة وكأنها تخبره أن الأمر منتهي لا نقاش فيه، أما هو فلمع في عينيه نظرات التحدي، نظرات الرفض، والغضب... طاقة غضب مهولة بانت في عينيه وبانت أيضا وهو يزيح الحامل المعدني الذي وُضِع على الطاولة بكل ما عليه من أكواب ليسقط على الأرضية ويتناثر الزجاج في الأرجاء، هب "نصران" واقفا ولم يتغير شيء بتعابير ابنه بلا زادت شراسة وتسارعت أنفاسه وكأنها في سباق عنيف وأقسمت أن تكون الأنفاس الفائزة... هل عاد من القاهرة إلى الاسكندرية ليشهد هذا الحوار الذي ظن أنه لن يدور أبدا!
وكأن عقله عاد إجباريا بالزمن إلى ما حدث قبل هذا، حين كان في القاهرة وتحديدا في مأواه الصغير المجاور لمعرض سيارته، المأوى الذي احتضنه هو و"ملك" بعد أن رفضت خالته طرد زوجها... كان نائما بتعب شديد خاصة بعد قرائته لأوراق العمل التي أحضرها صديقه له، ولكنه استيقظ حين شعر أنه وحده على الفراش.
فتح عينيه بصعوبة وأدرك من الشرفة الجانبية بأنه الصباح من جديد، بحث بعينيه عنها فوجدها تجلس على الأريكة وتمعن التركيز في هاتفها فسأل بنبرة ناعسة:
بتعملي ايه يا ملك؟لم ترد، ولم تنتبه من الأساس إلا حين كرر بكسل وهو يمسح على عنقه:
ملك._ ها.
أسرعت تقولها بصدمة وقد فزعها النداء ولكنها سريعا ما أدركت أنه "عيسى" وقد استيقظ فقالت بتأنيب:
حرام عليك خضتني.علق على جملتها باستهزاء:
خضيتك ايه!.. أنتِ اللي دماغك مش فيكِ.
ترك الفراش وتوجه ناحيتها يسألها قبل دلوفه للمرحاض:
بتعملي ايه بقى؟
أنت تقرأ
وريث آل نصران
Actionحينما يحاسبنا على الذنب أهل الذنب أنفسهم! قد كان يطمح في حياة هادئة، شاب اقتحم الحياة وفتح ذراعيه لها فلم يجد نفسه إلا شريد لا يعرف أين الطريق و أصبح لا يردد سوى: تائه، حائر، سئمت... بأي ذنب أنا قُتِلت؟ أما هي فكانت ترضى بالقليل، أمنيتها الوحيدة أ...