الفصل الرابع والستون (صراخ)
#رواية_وريث_آل_نصران
بسم الله الرحمن الرحيمالليل صعب، مذاقه حرمان..
والقلب أدمته ليال طوال..
أتظنني أغفر له مهما أتى وتوال؟..
كيف يكون غفراننا لمن رمى بسهام؟
لا لست قاسية وربي... إنها الآلام...
فالليل أفقدني عزيزا، وتحطمت آمال
لأردد في حسرة للصبح والأنوار:
آه حرام هجركم... يسلب الأمان.فعل "حسن" ما بوسعه ليجد الصغير، هرع إلى المحل الذي دخله قبل اختفاء الطفل، لم يبخل أي شخص بالمساعدة، تم تفريغ الكاميرات وتيقنوا من عدم دخول الصغير للمحل مطلقا، وحين طلب نفس الشيء مع آلة المراقبة المتواجدة أمام المحل هتف الرجل بخيبة:
والله يا أستاذ عطلانة، بتوع الصيانة جايين النهارده... أنا عملت اللي اقدر عليه، والطريق هنا مش كله كاميرات، اللي عنده حاجه خايف عليها هو اللي بيحط بس، الناس على قدهم.بهت وجه "حسن" وضرب على رأسه بانفعال، وما هي إلا ثوان حتى سمع صوت "طاهر" من الخارج ينادي عليه بنبرة ظهر فيها كل غضبه:
يا حسن.خرج له، يتقبل منه أي شيء في هذه اللحظة، هو يستحق كل ما سيحدث، ما إن وقعت عين "طاهر" عليه حتى سأله:
يزيد فين؟طالعه يحاول التوضيح مجددا، وإضفاء الهدوء على الأوضاع للبحث عن حل، نطق أخيرا بعد تردد:
والله يا "طاهر" اللي حصل هو اللي قولتهول....
قاطع جملته بدفعة عنيفة مما أدى إلى اصطدام ظهره بالسيارة وهو يسمع صراخ "طاهر":
أنت مش راجل ياض... العيل اللي أنت ضيعته ده أرجل منك.كور " حسن" قبضته محاولا بكل جهده الثبات وهو يكرر طلبه:
اهدى يا "طاهر" لو سمحت علشان نعرف نتصرف._ هو أنت عقلك فوت منك خلاص؟... اللي ضاع منك ده ابني مش فردة شراب... لما أنت نازل من الزفت العربية مبتقفلش الباب ليه؟
برر "حسن" سريعا تصرفه ردا على تساؤل أخيه:
يا "طاهر" أنا كنت بجيب حاجه من هنا أقسم بالله، وقولتله يستناني، أنا مغيبتش عنه غير كام دقيقة.وضع "طاهر" كفه على جبهته يحاول التفكير في كل ما يحدث، ولكن لا شيء يساعده على هذا، لا شيء يساعده وخاصة وهو يسمع صوت هاتفه... أخرج الهاتف سريعا من جيبه ليجد اسم خالة طفله في خانة المتصل، أجاب مسرعا بلهفة... لهفة أعطته أمل أنه بمجرد فتح المكالمة ستخبره "حورية" بأن "يزيد" معها وينتهي كل شيء... قال أولا بنبرة حاول أن يسكن انفعاله فيها:
ألوأجابت عليه:
ألو يا "طاهر" ازيك، بقولك ايه أنا وصلت اسكندرية من شويه ينفع اعدي اخد الولد يقعد معايا يومين؟،
و أرجوك بلاش تقول لا زي كل مره.أغلق الهاتف، لم يستطع فعل أي شيء سوى إغلاقه ثم نظر لأخيه وقد تحطمت أماله وصارت سراب:
خالته متصلة بيا تقولي انها عايزه تاخده عندها يومين... اقولها ايه؟، معلش أنا ضيعته ؟
أنت تقرأ
وريث آل نصران
Actionحينما يحاسبنا على الذنب أهل الذنب أنفسهم! قد كان يطمح في حياة هادئة، شاب اقتحم الحياة وفتح ذراعيه لها فلم يجد نفسه إلا شريد لا يعرف أين الطريق و أصبح لا يردد سوى: تائه، حائر، سئمت... بأي ذنب أنا قُتِلت؟ أما هي فكانت ترضى بالقليل، أمنيتها الوحيدة أ...