الفصل التاسع (قوله مقبرة)
#رواية_وريث_آل_نصرانالآن نعلم طريقنا، ولكن هل نعلمه غدا؟
ربما طريقنا اليوم هو متاهتنا غدا...
المؤسف حقا هو أن أمنيتك في أن يكون كل ما مررت به أضغاث أحلام لن تتحقق.توقفت السيارة أمام منزل "نصران" وقد خيم الصمت على الأجواء، وارتفع صوت تضارب أوراق الشجر لتشعر بملحمة من الصمت هنا.
_أخيرا.
قالها "طاهر" بنبرة يائسة فلقد ضاع أمله في قدوم "عيسى" بسبب تأخره، تابع بغيظ:
الفجر أذن وصلينا، وأبوك طلع ينام وأنت كل ده موصلتش... و بعدين بتاخدها معاك ليه يا "عيسى"كان "عيسى" قد نزل من سيارته واستمع لحديث "طاهر" بتعب حقيقي حيث دلك عنقه سائلا:
هو أنت مش قولت هتمشي بعد الفجر ملبستش ليه؟ابتسم "طاهر" من مراوغته في الإجابة فقال:
رد عليا الأول._اللي حصل.
كانت إجابة مختصرة وتبعها بإشارته على موضع الغافية في سيارته:
وراها حاجة.انكمش حاجبي "طاهر" دلالة لعدم فهمه، تحرك بعيدا عن موضع السيارة وتبعه "عيسى" الذي واصل الحديث شارحا:
خوفها من ابن عمها زيادة شويتين.برر "طاهر" ذعرها يذكره بحديث والدتها:
والدتها قالت إنه حاول يتعرضلها، فاعتقد ده طبيعي.هز "عيسى" رأسه نافيا وهو يكرر قوله بيقين:
حتى لو حاول يتعرضلها، مش هتخاف منه كل الخوف ده... لما شافته كانت خايفة وكإنه هيموتها مع إني كنت واقف معاهم ...
تابع سرد ما يدور في خاطره:
حتى لما دخل، مرضيتش تدخل مع إن أمها واخواتها جوا... في سر ورا خوفها ده، حاجة هي بتحاول تخبيها... أو جايز عايزة تقولها ومش عارفة._طب هي مقالتش حاجة عن "فريد" الله يرحمه؟
سأله "طاهر" باهتمام ولكن الإجابة حطمت آماله حين سمع "عيسى" يقول:
مقالتش جملة مفيدة.
قال "طاهر" بانغعال نتج عن خيبة أمله:
يعني إيه مقالتش جملة مفيدة، مفيش معلومة عندها!
وفين تليفون "فريد" احنا استلمنا حاجته كامله ما عدا تليفونه...لو كان القتل علشان السرقة اللي قتل هياخد التليفون بس وهيسيب باقي الحاجة.حرك "عيسى" رأسه موافقا وتبع ذلك بقوله:
أنت صح، وده اللي أنا بقوله من الأول ...اللي قتل "فريد" كان عارفه.قاطع حديثهم قدوم "مريم" والتي بدا على وجهها علامات النوم حين وقفت تسأل:
ماما بتقول لحضرتك هي ملك مرجعتش؟أشار لها "عيسى" على سيارته وهو يقول:
نايمة في العربية، صحيها.تأهب "طاهر" للرحيل فقال وهو ينظر لساعته:
أنا طالع ألبس علشان خلاص مفيش وقت، لما أرجع نتكلم تاني.
أنت تقرأ
وريث آل نصران
Actionحينما يحاسبنا على الذنب أهل الذنب أنفسهم! قد كان يطمح في حياة هادئة، شاب اقتحم الحياة وفتح ذراعيه لها فلم يجد نفسه إلا شريد لا يعرف أين الطريق و أصبح لا يردد سوى: تائه، حائر، سئمت... بأي ذنب أنا قُتِلت؟ أما هي فكانت ترضى بالقليل، أمنيتها الوحيدة أ...