الفصل التاسع والأربعون (بادرت باحتضانه)

123K 6K 2K
                                    

الفصل التاسع والأربعون (بادرت باحتضانه)
#رواية_وريث_آل_نصران
بسم الله الرحمن الرحيم

تائه حائر سئمت...بأي ذنب أنا قُتِلت؟
هل بذنب أناس دمروا بعضي أم بذنب شخصي الذي لم يترك لكلي شيء إلا وسلبه منه؟

الوضع هكذا كلاهما في الغرفة ولكن هي الأريكة تعاني من خوفها على ابنتها بسبب ما أخبرها به "عيسى" ومن ألم ساقها، وهو يضرب بقبضته جبهته وعيناه لا تفارق الإطار الذي حمل صورة والدته... سمعا دقات على باب الغرفة، سيحرق كل شيء، سيقول ما عنده ويكشف جميع الحقائق لذا أخبرها وبدون تردد:
لو اللي على الباب ده أبويا، كل اللي عندي هيتحكي دلوقتي.

الإصرار في عينيه قتلها، لذا تركت مقعدها متغلبة على ما بها من ألم وهي تتناول كفه ناطقة برجاء:
لا يا "عيسى"، لا بالله عليك...
تابعت بدموع:
أنا مليش ذنب أقسم بالله ما كنت راضيه عن اللي عمله، أنا اضطريت اسكت علشان هو أخويا.

دفع كفها بعيدا وهو يجيب بحرقة:
وهي أمي.

انحاذت إلى طريق اخر تعرف أنه يتحمل من أجله فقط:
عيسى أنت لو اتكلمت أنا مش هخسر حد غير نصران... هما مهما عملت هيفضلوا ولادي مش هيخسروا امهم، أنت اللي هتخسر اخواتك يا عيسى، هتخسر اخواتك وتهد البيت ده اللي عيشت طول عمري أبني فيه....
مسحت دموعها وهي تكمل:
أنت قولتلي مره أنا لو ساكت فعلشان أخواتي، وعلشان " فريد" اللي حبك أكتر من أمه... أنا عمري ما كنت وحشه مع "فريد"، أنا حاولت بكل الطرق أعوضك وأنت مسيبتش فرصة واحده.... تردد في أذنها حين أخبرها بشماتة أول قدومه إلى القرية:
حادثة العربية اللي أخوكي مات فيها أنا اللي دبرتهاله.
فاستغلت الأمر وتحدثت:
أنا سامحتك على حق أخويا اللي انت بنفسك قولت انك قتلته، وقولت خلاص خدت حق والدتك وهتعيش لكن أنت كده يا عيسى هتدمرني وتدمر " حسن" و"طاهر" و"رفيدة" ... حتى "نصران"، أنت كده بتخسر.

كانت تنظر لعينيه منتظرة ردة فعل، أما هو فكان في عالم اخر، بدأ في السكون تدريجيا وقد انتهت نوبته، يشعر بالراحة تتخلل جسده كله، يريد الاسترخاء... جلس على الأريكة وسند رأسه متنفسا بعمق، وأخيرا ظفر بالهدوء، ظفر به وبدأ يسترجع ما فعل قبل دقائق

_ يا ست " سهام" أنتِ كويسه؟
قطع كل هذا صوت "تيسير" التي حضرت إلى المنزل للتو، وقد سمعت صوت شجار لم تتبين منه سوى صوت تأوه "سهام"... فدقت الباب ولكنها سأمت من عدم الرد فقالت ما قالته.

تركها " عيسى" تدق، ولم تستطع "سهام" الفتح خوفا من أن يتهور ويفعل أي شيء... ولكن بعد لحظات ترك مكانه على الأريكة واتجه ناحية الباب يفتحه، نطقت "تيسير" باستفسار:
هو في حاجه يا أستاذ "عيسى"؟

_ هاتي طرحه ليها.
استنكرت " سهام" ما قال وكذلك "تيسير" أيضا التي حثها بقوله:
هاتي طرحه خلصي.
وافقت وتحركت مسرعة تحضر له ما طلب، أتت بها وأعطتها ل "سهام" التي ارتدتها بناءا على رغبته وما إن فعلت ذلك حتى جذبها من مرفقها يخرج بها وهو يقول ل "تيسير":
لو الحاج صحي قوليله إن أنا و " سهام" في البيت بتاعها بتشوفه بعد ما خلص.

وريث آل نصران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن