الفصل الخامس والستون (لا أملك سواك)

111K 5.3K 2.8K
                                    

الفصل الخامس والستون (لا أملك سواك)
#رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
بسم الله الرحمن الرحيم

أعرف عيون هي الجمال والحُسـن ..
وأعرف عيون تاخد القلوب بالحضن ..
وعيون مخيفة وقاسية، وعيون كتير  ..
وبنحس فيهم كلهم بالحزن ..
عجبي!

- صـلاح چاهـين

★****★****★****★****★****★****★

منذ أيام لم تر غرفتها أي ضوء، اختارت "قسمت" الوحدة والصمت، سمعت دقات على باب غرفتها فسمحت للعاملة بالدخول والتي أخبرتها:
الأستاذ "باسم" تحت وعايز يشوفك.

اختارت أن تقابله، نزلت له ورأى هو وجهها الباهت، وعينيها الحزينتين، ابتسم قائلا بمزاح:
إيه يا "قسمت" لا سلام ولا كلام كده، طب طمنيني عليكي حتى.

_ أنا كويسة.
قالت هذا بنبرة بائسة، جعلته يصحح لها:
لا أنتِ مش كويسة، في إيه؟

ووجدت نفسها وكأنها مسلوبة الإرادة تسأل عنه، تفتقده وبشدة:
أنت مقابلتش "عيسى"؟

تنهد بسأم قبل أن يسألها:
تاني عيسى!، مش احنا اتكلمنا في الموضوع ده مرة؟
هسألك سؤال يا " قسمت" وجاوبيني بصراحة

أنصتت له، منتظرة معرفة ما سيطرحه، وبالفعل سمعت قوله:
هو لمحلك قبل كده بأي حاجة؟

هزت رأسها تنفي حدوث هذا وردت بعينين داهمتهما العبرات:
لا، أنا بس كنت عايزة أقابله، كنت عايزة أقوله كل الكلام اللي عندي، وبعدها كنت هبعد، وهو وعدني إنه هيجي ومجاش، مكانش ليا عنده رصيد يخليه يجي!

قالت قولها الأخير بأسى، وعلق الجالس جوارها بضيق:
بس ده غلط يا "قسمت"، كل الكلام اللي عندك مش هيغير أي حاجة للأسف، ملهوش فايدة.

_ بس كنت هرتاح لما اتكلم، أنا استاهل إنه يسمعني، وبالذات لو دي اخر مرة، وبعدها هبعد، أنا لحد دلوقتي مش مصدقة إنه مجاش مع إنه وعدني إنه جاي، ده حتى معتذرش، إيه السبب اللي ممكن يخليه يتصرف كده؟

لم يأتها رد من الجالس أمامها بسبب هاتفه الذي علا صوته، لمحت اسم المتصل " ندى"، ورأت تغير تعابيره، وعدم رده، فحثته:
رد على تليفونك.

أبدى عدم رغبته في ذلك بقول:
مش عايز.

ولكن ألحت المتصلة مما جعل القلق يساوره ويقرر الرد، ليعلم بعد استجابته أن حاجتها له في هذا التوقيت تخبأ خلفها الكثير، الكثير الذي يريد الآن معرفته وبشدة.

★****★****★****★****★****★****★*

كان "عيسى" في طريقه للخروج، استوقفه "حسن" حين ناداه من المرسم، استدار يطالعه بهدوء ولم يدخل، فطالبه:
تعالى يا "عيسى".

وريث آل نصران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن