الفصل السابع والستون (ملحمة نارية)

114K 5.9K 1K
                                    

الفصل السابع والستون (ملحمة نارية)
#رواية_وريث_آل_نصران
بسم الله الرحمن الرحيم

ألم أكررها عليكِ؟
ألم أخبرك أن القلوب إذا صفت رأت؟
وكذلك قلبي الذي لم يجد سكينته إلا في كنفك...
كذلك قلبي الذي حفظها لكِ وبخل بها على سواكِ.. حفظ كلمات العشق ويوم أن صفا ...
كانت رؤيته أنتِ.

هناك اعترافات تصيبنا بالعجز، كذلك كانت حالتها تماما حين سمعت تصريحه بالحب... كان يحتضنها وهو يقولها، ثلاثة كلمات كانت كافية لتغيير حالها كليا... ظل صدى الكلمات يتردد في أذنها، تستمع من جديد إلى قوله:
أنا بحبك يا "ملك".

ما إن أدركت ما قاله حتى ابتعدت مسرعة، من يرى ابتعادها يقسم أنه تم صعقها بالكهرباء... طالعته بغير تصديق والدموع في عينيها، تصريح الحب هذا تسمعه للمرة الثانية في حياتها، تسمعه من شخص يشبه في ملامحه اخر تعلقت به روحها، ولكنها تستطيع معرفة الفرق جيدا... تستطيع الإحساس بالمتحدث أمامها، كانت على وشك أن تخبره أن مشاعرهما متبادلة، أنها تشعر بما يشعر به، ولكن ردها كان:
أنا تايهة ومش عارفة أقول إيه.

يدرك موقفها جيدا، يدرك الضجة التي أحدثها بكلماته داخلها الآن، لذلك قال ما طمأنها:
مش محتاجة تقولي حاجه يا " ملك"،
رفع كفه يمسح دموعها التي تتابعت على وجنتيها وهو يكمل:
ومش مستاهلة الدموع دي كمان.
أعطاها ابتسامة وتبعها بقوله:
لحد ما ترسي على بر، وتحسي إنك مش تايهة،
اعتبري إني مقولتش حاجه.

انكمش حاجبيها بحزن وهي تراه يخرج من الدكان عائدا إلى دراجته البخارية، تصريحه أربكها، جعلها تفقد صوابها... لم تخرج خلفه لتودعه ككل مرة، بقت في الداخل وتحركت ناحية النافذة الصغيرة في الجانب تراقبه من الفراغات المتواجدة بها و دموعها في سباق، أما عنه فركب دراجته والتفت ناحية النافذة، وكأنه يعلم أنها خلفها، ارتبكت فأخذت تبتعد عنها، بينما في اللحظة نفسها مسح هو عينيه وقاد دراجته عائدا إلى مكان يريد الذهاب إليه الآن وبشدة.

★***★***★***★***★***★***★***★

جلس "طاهر" جوار قبر "فريد"، بشرت النسمات الباردة في هذه الأمسية بقرب انتهاء الصيف، لكنه لم يكن فرحا كعادته في هذا التوقيت بل رافقه الحزن والاكتئاب... استرجع أحداث اليوم بضيق بداية من الصفعة التي تلقاها من " شهد" حتى ذهابه إلى "فريدة".... شرد في هذا اللقاء، حين ذهب إلى منزلها، نسى تريثه وتعقله وقرر الذهاب لمعرفة كل شيء، ما إن دق على بابها حتى فتحت له ولكن حلت الصدمة على وجهها، لم تتوقع أبدا مجيئه، لقد كانت غافية واستيقظت على دقاته، لم تنتبه إلى أي شيء سواه حين لمحته من فتحة الباب الداخلية، هرولت إلى المرحاض تغسل وجهها مسرعة، ثم اتجهت إلى المشط وعدلت من خصلاتها وهي تحث على الانتظار:
ثواني ياللي على الباب
ما إن انتهت حتى أسرعت تفتح له ثم رحبت به:
أهلا يا " طاهر" اتفضل.

وريث آل نصران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن