الفصل التاسع والعشرون (ماكينة حلاقة)
#رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
بسم الله الرحمن الرحيمهي لحظات... لحظات تجبرنا على دخول سباق،
وليس كأي سباق آخر... بل إنه سباق مع الزمن.
"ميرڨت" في خطر... جملة تعني أن ابن شقيقتها في خطر أكبر،
لمثل هذه الكوارث، كون العلاقات من جيرانها، بعد مكالمة ميرڨت لعيسى هرول ناحية للخارج ناحية سيارته، ولحقت به "ملك" التي سحبت حجابها طالبة:
استنى هاجي معاك.
لم يكن في حالة تسمح له بالجدال، بل هاتف أحدهم وسمعته يهتف بانفعال:
ألو يا أستاذ شريف.
أتاه رده سريعا وهو يطمأنه:
أنا كنت لسه هكلم حضرتك، أنا والمدام سمعنا صوت والدتك بتصوت وخرجنا نشوف في إيه لقينا ناس غريبة بتجري على السلم، أنا حاولت الحقهم، بس كان معاهم موتوسيكل وطلعوا يجروا بيه.رد عليه "عيسى" مسرعا بلهفة:
هي كويسة؟
_ اه المدام معاها جوا بتهديها و هي بخير الحمد لله.تساءل "عيسى" بغضب:
وفين الزفت البواب...
بتر باقي العبارة واستبدلها قائلا:
خليكوا معاها يا أستاذ شريف، متمشوش وأنا في الطريق.
أغلق معه وسارع في الاتصال بصديقه وسط نظرات "ملك" التي سألته بقلق:
في إيه يا "عيسى"؟... طب هي كويسه؟
أتى رد "بشير" فسأله عيسى وقد هاتفه ليطلب منه أن يسبقه إليها:
بشير، روح لميرڨت دلوقتي.رد عليه صديقه بما لم يتوقعه ولكن أتت نبرته خائفة حقا ينهشها القلق على السيدة:
مالها يا "عيسى" ميرڨت... أنا لسه مرجعتش القاهرة، أنا في اسكندرية هروحلها حالا.صاح "عيسى" باستنكار ردا على أقوال صديقه:
هو أنت مش قايلي من أول امبارح إنك راجع القاهرة... لسه قاعد هنا بتعمل إيه؟_ أنا ركبت ورايحلها اهو.
رد عليه عيسى بانفعال:
لا خليك عندك أنا رايح... خليك مع أخت ال ×××××
اللي قاعد علشانها.انكمش حاجبي "ملك" باستغراب و لم تسمع إلا قليل من رد "بشير" المنفعل والذي هتف:
اقفل يا عيسى دلوقتي ولما نتقابل نشوف الموضوع ده.
أغلق عيسى الهاتف، ثم دخل في سباق عنيف مع الطريق، وكأنه يفرغ شحنة غضبه كاملة في سرعة السيارة، فيُزيد من سرعة قيادته مما جعل "ملك" تطلب منه بذعر:
عيسى بالراحه شوية.
لا يستمع إلا لنفسه ولم ينتبه لها وهي تراقب الطريق خائفة وكأنه وحش سيلتهمها بعد دقائق... لا تعلم كيف انتهت رحلة سفرهما من الإسكندرية إلى القاهرة على خير، هما الآن في مدخل المسكن التابع لميرڨت، لم يكن أحد في الأسفل وبحث هو عن حارس العقار فلم يجده فهرول ناحية الأعلى ولحقت به "ملك"... ما إن وصلا حتى استقبلهما " شريف" جار خالته وقال:
أهلا يا أستاذ "عيسى"... هي بقت كويسة دلوقتي الحمد لله بس نامت.
أتت زوجة " شريف" من خلف، ولحقت بها الممرضة التي من المفترض أنها تُلازم "ميرڤت".. والتي ما إن لمحها " عيسى" حتى سأل:
كنتي فين؟
أسرعت تبرر و خوفها مما حدث مازال يسيطر عليها:
أنا كنت معاها... كنا قاعدين سوا، وأنا كنت هنزل اجيب حاجة من تحت لقينا اتنين بيتهجموا على الشقة و كانوا عايزينها
انهمرت دموعها وهي تستكمل:
وقالوا على فلوس، و إنها حقهم عند كارم... بس هي مكانش معاها فلوس، معرفش اتصلت بيك ازاي، وبعدها استاذ شريف جالنا، وهما كانوا بيجروا بس قالولها انها تخلي استاذ كارم يروحلهم علشان هما مش هيسيبوه، ولو مجابش الفلوس هتبقى هي اللي قدامهم....
علت شهقاتها و كان كل إنش في جسدها يرتعد من الخوف، احتضنتها زوجة "شريف" وتخطتهم "ملك" لتدخل عند "ميرڤت" النائمة، علم "عيسى" من جار خالته أنهم تطاولوا على حارس العقار أيضا، وقاموا بضربه فهز رأسه قائلا بامتنان:
شكرا يا أستاذ شريف... معلش لو تعبتك.
أنت تقرأ
وريث آل نصران
Actionحينما يحاسبنا على الذنب أهل الذنب أنفسهم! قد كان يطمح في حياة هادئة، شاب اقتحم الحياة وفتح ذراعيه لها فلم يجد نفسه إلا شريد لا يعرف أين الطريق و أصبح لا يردد سوى: تائه، حائر، سئمت... بأي ذنب أنا قُتِلت؟ أما هي فكانت ترضى بالقليل، أمنيتها الوحيدة أ...