الفصل الأول _ألقت نفسها_

345K 7.9K 1.9K
                                    

الفصل الأول (ألقت نفسها ! )
#رواية_وريث_آل_نصران
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ هَٰؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا (27) نَّحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ ۖ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا (28) إِنَّ هَٰذِهِ تَذْكِرَةٌ ۖ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا (29) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (30) يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ ۚ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (31)} [الانسان : 1-31]

انتهى القارئ من تلاوة عدد من آيات الكتاب المكرم أمام القبر المتواجد أمام بصره وقد دُوِن على اللوح الرخامي اسم من دُفِن هنا بارزا باللون الأسود
"حسن عبد الباسط فؤاد"

أخرجت النقود تلك السيدة التي قد طغى اللون الأسود على تنورتها الواسعة وما يعلوها وقد بدا عليها وقار من هم في مثل عمرها ربما أوشكت على الخمسين أو أقل عام.
دست الأموال في كف الرجل شاكرة جهده فأخذها منصرفا بهدوء أما هي فعادت لوقفتها أمام القبر تعدل من وضع حجابها.
استدارت ترمق فتياتها الثلاثة، كانت أولاهم "ملك" هبة الله الأولى لها، ملاكها الحاني، ابنتها صاحبة الثلاث وعشرين عام ذات العيون البنية الواسعة والتقاسيم البريئة، جمال هادئ يشبه جمال كثير من بنات جيلها ولكن "ملك" بها ما يميزها بها تلك الرقة التي تجعلك تذوب حين تعطيك ابتسامة فتقسم أنك لم تر قبلها أحد يبتسم قط ، فستانها الأسود الذي رُصِع بزهور بيضاء كأنها النجوم يتماشى مع نعومتها، وحجاب رأسها الأنيق وابتسامتها الهادئة وهي تربت على كتف والدتها ناطقة بحنان:
تعيشي و تفتكري يا ماما.

هزت والدتها رأسها في تأثر وانتقلت عيناها تراقب تعابير فتاتها الثانية "شهد"، مهلكتها تلك التي أنهكت لأنه قد أُنهِكت، شهد التي أتمت عامها العشرين، ابنتها الجميلة ذات العيون التي تجملت باللون العسلي، والخصلات السوداء التي أخفتها هنا فقط بناء على تعاليم والدتها، تملك شقاوة تشيب الرؤوس منها، الشبه بينها وبين شقيقتها الأكبر ليس بالقليل ولكن لكل منهما هالته الخاصة، إنها " شهد" التي تمقت اسمها أشد المقت ولكن إن داهمتها بسؤال " ما اسمك؟ " ستجاوبك في دلال متغنية بحروف اسمها.
أوشكت عيناها على اختراق اللوح الرخامي الذي دون عليه اسم والدها ، ذكريات تداهمها، وقلب شارد لا يعلم ماذا يفعل، عادت بذلك القلب إلى الخلف قليلا، تتذكر في شرود

Flash back

_وأنا مش هطلع بنتي من المدرسة يا "حسن".

=هتطلعيها يا " هادية" علشان مش بمزاجك.
قالها في انفعال واضح مناسب لانفعال زوجته التي اقتربت منه تحارب بدفاع مستميت عن حق ابنتها في التعلم:
حرام عليك يا "حسن"، شهد متعلقة بمدرستها، دي لسه عيلة سبع سنين ليه تحرمها من انها تكون زي اختها وولاد عمها... قولي ايه في راسك طيب.
اقتربت منه أكثر واضعة كفها على كتفه ناطقة برجاء:
البت مبطلتش عياط، علشان خاطري يا " حسن".

وريث آل نصران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن