الفصل الستون (وقع في الفخ)
#رواية_وريث_آل_نصرانبسم الله الرحمن الرحيم
لقد حدث ووقعت في الفخ...لقد كنت كاذب حين قلت أنه لم يحدث، حين أنكرت أسر عينيك لي...لقد حدث ووقعت في حبك.
أصعب ما يمكن أن يمر الإنسان به هو الشعور بالتخبط، ذلك التخبط الذي يهاجم أنفاسك ويههدك بسلبها، الشعور الذي يتطلب إجابة ولكنها غير موجودة، أو ربما هي هنا وأنت غافل عنها.
لا يعلم كيف وصل إلى المنزل، عقله مازال متوقفا عند هذا المشهد حين وقفت "ملك" متحيرة بينه وبين والدتها ودموعها في سباق، يكفي عنده أنها خرجت له ضاربة بحديث والدتها عرض الحائط، لم يرد الضغط عليها أكثر فحثها على الصعود مع والدتها.... ورحل.
والآن هو في غرفة خالته، التي مازالت مستيقظة حتى هذا الوقت المتأخر تتابع التلفاز، فما إن دخل اعتدلت له على الفور تقول بابتسامة:
حبيبي اخيرا جيت، مشوفتكش من وقت الغدا.أدركت على الفور من عينيه أن ليس على ما يرام أبدا، فجذبت جهاز التحكم وكتمت صوت التلفاز، واستدارت للجالس جوارها على الفراش تسأله باهتمام:
مالك يا حبيبي في ايه؟_ كنت عند "ملك" و اتعصبت على والدتها والدنيا اتعكت.
زفر بتعب بعد أن قال هذا، فأدركت أنها ربما إحدى نوبات غضبه مما دفعها للسؤال بتوجس:
اتعصبت عادي، زي ما بنتخانق كلنا كده مع بعض،
ولا اتعصبت من العصبية بتاعتك.حدجها بنظرة وضحت لها أنه لم يكن في حالته الطبيعية حين افتعل مع والدة زوجته الشجار ولكنه هرب بقوله الغاضب:
وهما الناس ليهم عصبية بتاعتهم وأنا ليا عصبية لوحدي؟أدارت وجهه لها وهي تصارحه دون تردد:
"عيسى" كده مش هينفع.سأل طالبا توضيح لقولها:
ايه اللي مش هينفع بالظبط؟خشيتها عليه دفعتها لتكرار هذا، هذا الذي ظلت لسنوات تكرره:
أنت لازم تروح لدكتور.
أخر مره قالت له هذا حين كان في بداية شبابه قرر الابتعاد وترك المنزل بأكمله، ليستقر وحيدا بعيدا عنها بعد أن كان لا يغادرها أبدا... مجرد قول هذا جعله يختار العيش بمفرده.رفع كفه مانعا أي استرسال منها في الحديث وقد انفعل بعد قولها هذا وظهر في رده:
أنا مش عيان علشان أروح لدكاترة، ولو كان على الدكتور اللي روحتيله زمان وقالك الكلام اللي في دماغك ده فأنا بقى مبياكلش معايا الكلام ده.لمحات من فترة المراهقة، لمحات تُحفظ عن ظهر قلب لديه ولديها، أول مره تظهر أعراض عدوانه أمامها حين تشاجر مع "كارم" ثم عاد ليستذكر دروسه ولكنها لاحظت أنه ليس على ما يرام، يضع يده على صدره وكأن شيء ما يطبق على أنفاسه وكأنه يشعر بالغثيان... تجاهلت النظر له و "كارم" يسألها:
هو في غدا يا "ميرڤت" النهارده ولا أخرج أكل برا؟
أنت تقرأ
وريث آل نصران
Actionحينما يحاسبنا على الذنب أهل الذنب أنفسهم! قد كان يطمح في حياة هادئة، شاب اقتحم الحياة وفتح ذراعيه لها فلم يجد نفسه إلا شريد لا يعرف أين الطريق و أصبح لا يردد سوى: تائه، حائر، سئمت... بأي ذنب أنا قُتِلت؟ أما هي فكانت ترضى بالقليل، أمنيتها الوحيدة أ...