الفصل السادس (هل نتواجه؟)
#رواية_وريث_آل_نصران
بسم الله الرحمن الرحيم
الصمود
ذلك الطلب الوحيد الذي نلجأ له في لحظات خوفنا، لحظات ذلك الوحش المسمى بالذعر ، والذي يهددنا بابتسامة خبيثة أنه سيكشف حقائقنا حقيقة، حقيقة.
فإما الصمود وإما المعركة لصالحه هو._"ملك"
سمعن من الغرفة اسم شقيقتهن يُنادى من الخارج، كان قول "ملك" عن الزواج ليس إلا قنبلة ولقد أدت دورها حقا بكل نجاح في جعل شقيقتيها يفقدا كل ذرة تعقل لديهم.
ارتدت "ملك" غطاء رأسها وخرجت من الغرفة هنا في هذه المضيفة إلى الساحة، فالمكان مكون من غرفتين، ومطبخ صغير وهذه الساحة لاستقبال الضيوف
دخلت عليهن، رفع "نصران" وجهه ليراها إنها ليست تلك الفتاة التي قابلها أول مرة إنها اخرى شاحبة، فرت الدماء من وجنتيها، وذبلت عيناها البريئة فتلطخ ثوب براءتها بالحزن العميق، حتى أنها بدت نحيلة وخرج بصعوبة من بين شفتيها كلمتين وكأنها مجبرة على قولهما:
السلام عليكم._عليكم السلام.
كان جواب الجميع المعتاد على رد عبارات التحية، جلست جوار والدتها على الأريكة في مقابل "نصران" و ابنه ليبدأ الحديث ذلك الرجل المهيب بنبرة رخيمة:
قولتي إنك عايزة تشوفيني يا هادية، بس قبل ما أعرف أنتِ عايزة إيه....
استأذن "عيسى" بإشارة من يده مقاطعا:
بعد إذنك يا حاج... أنا عايز الأنسة لوحدها في كام سؤال بخصوص فريد.استدار "نصران" لابنه فرمقه "عيسى" بإصرار على ما طلب، أدرك "نصران" أن ربما وجود والدتها يربكها أو يجعلها تخفي شيء هام من شأنه أن ينفعهم، فبعد ما حكاه له "طاهر" و "عيسى" عن علاقتها بفريد بالتأكيد لديها القدرة على إعطاء معلومة واحدة مفيدة.
حين سمعت هي هذا الطلب شعرت بأن الكون يضيق من حولها، وكأن وحش خفي ينهب أنفاسها نهبًا وقبل أن تدلي باعتراضها سمعت "نصران" يقول لوالدتها التي أشعل طلب "عيسى" ريبتها:
هما بناتك في الأوضة اللي جوا؟زاغت عيناها على "ملك" قبل أن تخرج أخيرا كلمة واحدة منها بنبرة مبحوحة:
اه.أشار "نصران" على باب الغرفة المجاور لهم موضحا ما سيحدث:
طب معلش "ملك" ترد على الكام سؤال بتوع "عيسى" والباب مفتوح احنا جنبهم أهو... بس علشان تاخد راحتها في الكلام.ليس بكلامه ثغرة تجعلها ترفض، هو يبحث عن حق ضائع وأي تصرف غير طبيعي منها في هذا التوقيت سيثير الشكوك، باب الغرفة بجوارهم، وسيظل مفتوح أيضا أي أنهم معهم وبجوارهم ولكن ماذا ستفعل البوابة المفتوحة إذ لم تتحلى ابنتها بالصمت؟
ماذا ستفعل لو كان التهور داء إبنتها في هذه اللحظة؟هزت رأسها موافقة وأشارت لملك بعينيها التي كساها الرجاء ألا تفعل أي حماقة، قامت "ملك" تتبعه إلى الغرفة المجاورة وقد قادها إليها وترك الباب مفتوح ولم يغلقه.
وجدت مقعد في الجانب جلست عليه، والصوت الوحيد المتواجد هنا هو تلاحق أنفاسهما، ظل هو واقفا وبدأ فيما جاء إليه سائلا:
تعرفي "فريد" بقالك قد إيه؟
أنت تقرأ
وريث آل نصران
Actionحينما يحاسبنا على الذنب أهل الذنب أنفسهم! قد كان يطمح في حياة هادئة، شاب اقتحم الحياة وفتح ذراعيه لها فلم يجد نفسه إلا شريد لا يعرف أين الطريق و أصبح لا يردد سوى: تائه، حائر، سئمت... بأي ذنب أنا قُتِلت؟ أما هي فكانت ترضى بالقليل، أمنيتها الوحيدة أ...