الفصل الخامس والعشرون (لن أرحل وأتركه يا أيها العم)
#رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
بسم الله الرحمن الرحيملقد كنت صادق حين قلت:
دائما وأبدا تأسرني برائتك
ولكني كنت أكبر كاذب حين قلت:
ارحلي
فياليتك تعلمين أن ما كنه لكِ فؤادي هو صدقي.... صدقي فقط.اعتاد أن يكون صاحب آخر قول يمكن توقعه في موقف ما، كان "شاكر" على يقين من أن خضوع "عيسى" وموافقته على التوقيع لن يمرا بيسر أبدا ولكنه تفاجأ بقول:
أنا همضي.
استدار يطالع "عيسى" بشك، ثم علق على موافقته هذه بأن صفق مرددا بابتسامة:
براڤو، اتعلمت ومبقتش تناهد كتير...
ما هو أصل كل واحد دماغه ناشفة الدنيا بتسلط
عليه واحد دماغه أنشف منه علشان يكسرهالوا،
وأشار على نفسه مكملا بزهو:
أنا بقى اللي متسلط عليك.رد عليه "عيسى" وقد تراقص الغضب في عينيه ليخبر الواقف أمامه كم يمقته:
أنت متسلط على نفسك، خليك فاكر الجملة دي كويس .ابتسم "شاكر" و علق على حديث الواقف أمامه بعد أن ذم شفتيه بغير رضا:
لسه بقول اتعلمت وبطلت مناهدة، بس طلعت غلطان.
أنهى حديثه بأشارة لأحد الرجال فسدد ركلة عنيفة لعيسى جعلته يضم شفتيه من شدة الألم، وقد أغمض عينيه بوجع وحين فتحهما، وجد "شاكر" يقدم له الورقة والقلم من جديد قائلا:
هتمضي ولا؟_ همضي.
قالها "عيسى" بنظرات قاتمة فنبه "شاكر" رجاله القابضين على غريمه لكي يحرروه، بالفعل تحرر من أيديهم وتناول القلم والورقة، كان يقرأ ما بالورقة ولكن ردعه "شاكر" بضربة من يده على كتفه قائلا:
اخلص يلا.من قال أن الكثرة تغلب الشجاعة لم يكن كاذب أبدا، ولكن في قاموس "عيسى" الذكاء يغلب الكثرة والشجاعة... لذلك حاول إبعاد التعقل للخروج بأقل الخسائر الممكنة، لم يرد على قول "شاكر" الأخير، فقط بدأ في التوقيع بعد أن ألقى نظرة على الورقة.
انتهى من التوقيع فانتشل "شاكر" الورقة من بين يديه ثم تسائل وقد ضيق عينيه:
مش خايف أموتك دلوقتي؟هز "عيسى" رأسه نافيا وهو يرد على سؤاله باستخفاف:
لا... مش هتعملها، علشان أنا لو موتت دلوقتي المغفلة اللي أنت بتحاول تفهمها إنك ملكش في أي حاجة هتكتشف حقيقتك... لو جرالي حاجة دلوقتي محدش هيلبسها غيرك فمش هتعملها.ابتسم "شاكر" وهز رأسه مؤيدا:
أنت صح، مش هعملها... على الأقل دلوقتي.
ختم حديثه بضربة طالت ساق عيسى ثم توجه ناحية سيارته وكأنه لم يفعل شيء وأعطى إشارة للرجال معه
حتى يلحقوا به وهو يقول ملوحا لغريمه:
See you later يا عيسى
علق "عيسى" باستهزاء:
الله يرحم.ألقى "شاكر" الهاتف على الأرضية من سيارته، ولم يتأخر رجاله قبل رحيلهم عن تدمير سيارة "عيسى"... فبقى بمفرده بعد رحيلهم التام، بقى مع ألمه فقط، ذلك الألم الذي اشتد عليه أكثر فجلس على الأرضية ومد يده ناحية هاتفه الذي ما إن فتحه حتى تواصل مع
" صديقه"، سعل بإعياء قبل أن يقول:
هبعتلك location تعالالي.
أنت تقرأ
وريث آل نصران
Actionحينما يحاسبنا على الذنب أهل الذنب أنفسهم! قد كان يطمح في حياة هادئة، شاب اقتحم الحياة وفتح ذراعيه لها فلم يجد نفسه إلا شريد لا يعرف أين الطريق و أصبح لا يردد سوى: تائه، حائر، سئمت... بأي ذنب أنا قُتِلت؟ أما هي فكانت ترضى بالقليل، أمنيتها الوحيدة أ...