الفصل الثامن والستون (عرف والده اضطرابه)

107K 6K 1.5K
                                    

الفصل الثامن والستون (عرف والده اضطرابه)
#وريث_آل_نصران
بسم الله الرحمن الرحيم

لم يفعلها سواي.. وبكل أسف لم يندم عليها إلا أنا.
لم يقرر فراقنا سواي، ولم يندم أحد غيري على ما اقترفت يداي.
قد كنت أعمى وصرت مبصرا، والآن لا أريد شيء سوى عودتك... سوى عودة ضحكاتك لمن طعنك بالخنجر الذي أخبرتيه ذات يوم أنه مسموم... ولمن على يقين بأنه لم يحب سواكِ.

هناك أفعال صادمة، ولكن فعلها كان أكثر من صادم، فعلها هو ما زاد إشعال هذه الجلسة، التي كانت مشتعلة بالفعل... حين بصقت في وجه ابن عمها أمام الحضور وردت على جملته قائلة بقوة سعت جاهدة
لاكتسابها ولكن الخوف مازال هناك هي تشعر به، حاولت وأده وهي ترد:
أيوه يا ناكر الجميل... أنت صح،
ناكر الجميل لا تعاتبه ولا تلومه.

وكزت "ندى" ابنة عمها، فقامت "بيريهان " وقفت في منتصفهم لإيقاف هذا وهي تقول:
من فضلكم...احنا جايين نتكلم.

شد "عيسى" من قبضته على كف "ملك" فواصلت:
أتكلم في ايه ومع مين؟

هنا تحدث "ثروت" والد "بيريهان" طالبا من الجميع الهدوء:
من فضلك يا أستاذ "عيسى" اتفضل اقعد أنت والمدام.

أخذ "عيسى" كف زوجته وجلسا على أريكة في إحدى الزوايا التي مكنتهم من رؤية وجوه الجميع، لم تبعد "ندى" نظراتها عن كفه المتشبث بكفها، وكأنه هو من يأخذ الأمان منها، ليس هي.

عادت "بيريهان" إلى مكانها جوار والدها وابنة عمها، وجلس "شاكر" في المقعد المقابل لمن سيواجهها...

_ ملك ما تحكيلنا كده ايه اللي حصل ليلة موت فريد؟
لم يتوقع "عيسى" سؤال كهذا وخاصة منها... من "ندى" لم يرد فعل هذا أبدا، ولكنه شعر بزعزعة الجالسة جواره، لذلك نطق:
وأنتِ مالك؟... تسأليها ليه أصلا على حاجه ملكيش دخل فيها؟

غزا وجهها حمرة إثر الحرج، ليست حمرة فقط بل شعرت بالدموع تُكمل الغزو الذي بدأه حرجها، تركت مقعدها واستعدت للمغادرة وهي تقول بارتباك وقبل أن تنزل دموعها أمام الجميع:
أنا ماشية يا "بيري".

أوقفتها " بيريهان" وهي تقول برجاء:
أرجوكي... أنا جبتك معايا علشان عايزاكي جنبي، متمشيش من فضلك يا "ندى".

استأذنت " علا" وأخذت "ندى" قائلة:
تعالي نقعد برا، نشم هوا.

_ لو عايزه تروحي معاها روحي بس متمشيش علشان خاطري.
هزت "ندى" رأسها موافقة على حديث ابنة عمها، وبالفعل توجهت مع "علا" نحو الخارج، ألقت عليه نظرة جانبية وكأنها تعاتبه وهي تمسح ما نزل من دموعها؛ فتنهد بضيق... وعاد يتابع ما يحدث حين سمع "ثروت" يقول:
احكي أنت يا "شاكر".

وريث آل نصران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن