الفصل السادس والعشرون (كان يقصدها...لم تكن تتوهم)

110K 5.4K 721
                                    

الفصل السادس والعشرون (لم تتوهم...كان يقصدها)
#رواية_وريث_آل_نصران

بسم الله الرحمن الرحيم

أفعالي يراها الجميع ولكن لا أحد سواي يعلم أن الفاعل أنا.
إن القلوب إذا تلاقت تلتحم، حينها فقط ستشترك معي لنعلم أنا وهي.

هما الآن أمام البوابة الخارجية، الهواء يداعب خصلاتها التي حررتها من رابطة شعرها العلوية الزرقاء، انتهى الحفل أخيرا، ولكن ما حدث به لم ينته بعد، كانت "شهد" تسير بجوار "طاهر" وألقت سؤالها بلا أي تعبير ظاهر على وجهها:
كنت عارف إن مراتك هنا؟

رفع حاجبيه متصنعا الدهشة وهو يسألها ضاحكا:
مراتي مين؟

صححت ما قالت لتحصل على إجابة:
طليقتك أقصد.
طال انتظار إجابتها فنبهته بانفعال:
رد يا كابتن.

أتى الرد ولكنه لم يكن إجابة لسؤالها أبدا حيث قال مشيرا إلى خصلاتها:
شعرك وهو ملموم شكله أحلى.

ابتسمت هازئة وقد بانت الحدة في نبرتها وهي تقول أثناء ركوبها السيارة:
بجد والله؟...المفروض بقى تقولي كده فاربط شعري وانسى السؤال اللي مستنية إجابته صح!

جلس أمام عجلة القيادة وهو يخبرها ببراءة:
أنا قولتلك اربطيه؟.. أنا بقول رأيي مش أكتر.

تأففت بضجر وسألته للمرة الأخيرة محاولة التماسك قدر الإمكان:
طاهر بجد ... كنت عارف إن "فريدة" جوا؟

طالعها وهو يهز رأسه بالإيجاب فلمع السؤال في عينيها ولكنها لم تقل سوى:
طب لو سمحت روحني.

قاد سيارته وقد صمت كلاهما طوال الطريق حتى تحدثت هي حينما وجدته يقف بسيارته أمام أحد المحال:
وقفت ليه؟

طالعها وهو يطلب برفق:
هشتري ل "يزيد" حاجة، ممكن تنزلي معايا؟

تبعته في النزول من السيارة حتى وجدت نفسها داخل  مكان مخصص لبيع الحيوانات، أتى هنا ليشتري لصغيره سلحفاة، هذا ما أدركته من حديثه مع البائع، لاذت بالصمت وهي ترمق الأشياء من حولها حتى ثبتت فجأة وهي تسمعه يقول:
كنت عارف ان فريدة هناك، وعارف ان صحابي اللي طلبوا مني احضر، هما نفسهم اللي جابوها علشان تكون فرصة نتصالح.

سألته وهي تحاول التحكم في انفعالها كي لا تجذب الانتباه:
وخدتني معاك ليه... اما انت رايح تصالح، وتلطف.

مسح على لحيته وهو يخبرها بما جعلها تعطيه كامل انتباهها:
خدتك معايا علشان أقتل أي فرصة ليا مع فريدة، خدتك علشان بالرغم من ان معظم اللي في حياتي بيطلبوا مني ان ارجعلها وانها اتغيرت، بلاقي نفسي بعاند وبكابر، والنهاردة لما قررت اني حتى مش هرجع بيتنا بعد الرحلة، هروح الحفلة دي واديها فرصة تانية، وجايز ارجع انا وهي...لقيت نفسي اول ما عديت من على باب كليتك وقفت، خروجك مكانش صدفة، اول ما شوفتك عرفت ان انا بعمل حاجة غلط، بعمل حاجة انا مش عايزها، او جايز كنت عايزها بس هي دمرت كل حاجة بيننا.

وريث آل نصران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن