الفصل الواحد وستون (تحت أنظار الجميع)

111K 6.2K 1.5K
                                    

الفصل الواحد وستون (تحت أنظار الجميع)
#رواية_وريث_آل_نصران

بسم الله الرحمن الرحيم

عيناي كانت تصبو لساكن تكن مأواه
و غفلة ساكن الحي يبدو أنها لم تعد هنا يا قلبي المغذب.

الأصعب من الخسارة، هو الشعور بضياع الفرص، بأن الوقت قد انتهى، كذلك كان يشعر وهو يقود سيارته عبر الطريق الصحراوي متجها إلى القاهرة، وقد غادر "الاسكندرية" ولم يفعل سوى مكالمة واحده أعطى فيها كلمات مختصرة لوالده توحي بأنه عرف الطريق إليها وسيأتي بها.
محاولات متكررة للاتصال بصديقه ولكن الإجابة واحده _غير موجود بالخدمة_ ، انفعل وظهر هذا في صيحته المنفعلة:
يوه

ألقى الهاتف بغضب وتابع الطريق بكل سرعته إليها، إلى حيث طُلِب منه أن يأتي... بينما في نفس التوقيت
كانت هي تتأمل الظلام حولها بخوف، حتى الصراخ مُنِعت عنه بسبب ما وضعوه على فمها، مكبلة جوار الأحجار على الأرضية ولا تستطيع التحرك، يختلف الخوف كثيرا في ما عاشته، دائما ما تحدث الكوارث في الهواء الطلق، يحدث ما يخيفها في الطرق المهجورة وفي الليالي المظلمة حيث لا يوجد أحد سواها، لا تخشى الغرف المظلمة صارت تخشى طرق المدينة بكل فيها، المدينة التى ترى أنها لم تعد تحبها أبدا..... كان "صاوي" جالسا في إحدى الغرف القريبة من المكان، يراقب عن طريق شاشة هاتفه كل ما يحدث، هتف بشفقة متصنعة:
لو طلع بيحبك، هيبقى خسارة اللي هيجرالك فعلا.

أصدر أوامره برسالة نصية إلى أحد الواقفين معها، والذي طالع هاتفه ثم اقترب منها يزيل الموضوع على فمها محذرا:
احنا في حته مقطوعه، لو صوتي هتتدفني هنا ومحدش هيلحقك، خليكي عاقلة كده كده مفيش حد هيرد عليكي غير صدا صوتك.

طالعت الكاميرا المثبتة على حامل والموضوعة أمامها وهي تمسح دموعها ثم استدارت لهذا الذي ألقى عليها أوامره وهي ترمقه والأربعة الذين معه بشراسة جعلت من يتابع في غرفته الخاصة يضحك ساخرا، اقترب منها أحدهم بزجاجة مياه قائلا:
هتشربي؟

لم تم تكبيل ذراعيها وساقيها فكيف تستطيع الإمساك بها، هذا أول ما بدر إلى ذهنها، وسريعا ما نقضته بذعر حين وجدت محدثها يقرب الزجاجة من فمها، وفي عينيه الإصرار على أن تشرب منها فدفعتها برأسها صارخة:
مش عايزة، هو بالعافية.

طالعها بغضب وأتته رسالة من رب عمله في اللحظة ذاتها، طالع الهاتف يقرأ بتشفي:
متاخدش نقطة مايه، طالما مرضيتش تشرب.

ألقى بالزجاجة بعيدا، واقترب منها يكمم فمها من جديد على الرغم من اعتراضها وثورتها الواهية أمامهم، طالعتهم بقهر، وقد زادت الدموع المتكونة في عينيها، شعر "صاوي" بالإشفاق، هو في النهاية أب، رأى فيها ابنته ولكنه في اللحظة ذاتها تذكر عجز ابنته، العجز الذي كان سببا رئيسيا فيه من تهمه هذه الفتاة المكبلة، لذلك تزايدت حمم غضبه، وزاد الشعور بالنشوة وهو يتخيل حالة غريمه حين يذيقه العذاب في أحبته.

وريث آل نصران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن