الفصل الثاني عشر _الجزء الثاني_ (مقابلة في المرحاض)

102K 6K 1K
                                    

الفصل الثاني عشر _الجزء الثاني_
(مقابلة في المرحاض)
#رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
بسم الله الرحمن الرحيم
لا تصنع المعروف إلا في أهله
وليس كل من رأيت للمعروف أهل
و ارفض سكوتك في لحظات ضعفك
حتى ولو كان السكوت كعادته سهل
وامسح دموعك وانتفض مواجها
فلكل صعبٍ قائد وأنت وحدك جيش.

أشعل غضبها ثم قال أمام والدتها ما جعلها تود لو أن تبتلعها الأرض، هكذا يتحدث بسلاسة لوالدتها عن ابنتها التي تريد احتضانه، قالها ورحل ولم يرض الطلوع مبررا ذلك بأنه يجب أن يذهب لوالده على الفور، كانت "ملك" في الردهة مع والدتها تبرر موقفها بحرج:
ماما على فكرة "عيسى" كان بيهزر، هو كان معايا في المدخل علشان كان طالع عندنا، بس عمو نصران اتصل بيه فقالي هيرجع، لكن م....
قطعت والدتها حديثها وهي تتجه لغرفة "شهد":
خلاص يا " ملك" حتى لو حصل يعني، أنتِ مراته.
أغمضت عينيها بغيظ واضح وهي تتمتم:
يا ماما أقسم بالله ما حضنته.
ضحكت "هادية" ودخلت إلى الغرفة تتبعها "ملك" فتوقفا الاثنان وهما يسمعا "مريم" تقول لشهد الجالسة على الفراش:
أنا مش عايزة اكتئاب في البيت ده، بصي أنا شارية ايه علشان أجرب فيكم،
رفعت أمام عين شقيقتها ما ابتاعت وهتفت بحماس:
قررت أسيب التعليم و أشتغل حنانة... أنا جايبة القلم اهو والرسومات اللي هنعملها وفي حروف كمان.
جذبتها والدتها من ملابسها من الخلف وهي تكرر باستنكار:
يعني أنتِ شايفة اللي احنا فيه ده كله، وبدل ما تيجي تهديني، ولا تعدلي أوضتك اللي تضرب تقلب بتفكري في الحنة.
حاولت "مريم" التملص منها وهي تقول بتصنع البراءة:
يا ماما استني بس، ده في بنت معانا في الكلية بترسم حلو أوي فقولتلها علميني راحت قايلالي على الورق المتفرغ ده وأنا جبت القلم وهرسم بقى.
كانت والدتها تطالعها بضجر فتابعت بضحكة:
يا هادية استني بس ده حنة سودا بيبقى اللون الأسود شيك أوي... هاتي ايدك بس.
جذبت يد والدتها عنوة فضحكت "شهد" وهي تمسح دموعها التي رافقتها منذ أن صعدت من الأسفل بعد ما تعرضت له، جاورتها "ملك" على الفراش ووكزتها بخفة ضاحكة لتنتبه لوالدتها و"مريم" حيث حاولت "هادية" شد يدها باعتراض قائلة:
سيبي ايدي يا بت أنتِ.
إصرار ابنتها على الأمر يجعل أي أحد يستجيب وخاصة وهي تقول بإلحاح:
استني بقى الله يكرمك، اختاري رسمة يلا، بصي الوردة دي.
أشارت على وردة صغيرة رقيقة متابعة:
تعالي هعملهالك وهي كده كده صغيرة مش هتبان... هعملهالك على جنب ايدك.
رفضت "هادية" مسرعة:
لا بلاش، اعمليها من فوق علشان متبقاش متشافة، وعلشان لو باظت

وضعت الرسمة المفرغة على منتصف ذراع والدتها بعد أن شمرت أكمامها واتسعت ابتسامتها بحماس وهي تلقي تعليماتها:
أنا مش عايزة حركة خالص، علشان تطلع بالظبط ومتخرجش برا الرسمة.
_ عارفة لو باظت أنا هعك وشك بقلم الحنة اللي في إيدك ده.
كان هذا تهديد والدتها الذي أضحك "ملك" و"شهد" وهما يتابعا بتشوق ما تفعله شقيقتهما الجالسة وأمامها والدتها والأولى تحاول ألا تخرج عن حدود الرسمة المفرغة حتى تكون النهاية مرضية.
لم يستغرق الأمر الكثير بسبب أن الرسمة صغيرة وما إن انتهت حتى هتفت بفخر:
بصوا بقى... شايفين الجمال، فنانة أنا فنانة والله... سيبيها بقى يا ماما لحد ما تنشف خالص، و عايزاكي تمشي تقولي في البيت بنتي الفنانة راحت، بنتي الفنانة جت.
ردت عليها "هادية" بغيظ:
فنانة ايه يا بت أنتِ، هو علشان حتة الوردة دي بقيتي فنانة، ده أنتِ حاطة الورقة ويادوب بتمشي عل...
قاطعتها "مريم" صائحة بانزعاج:
أنتِ بتنكري مجهودي، طب أنا هبوظها بقى...
قبل أن تفعل أي شيء ضحكت والدتها وهي تخبرها أثناء تطلعها للرسمة:
لا خلاص متبوظيهاش حلوة.
قالت هذا واتجهت للخارج تحديدا ناحية الردهة فلم يبق إلا ثلاثتهن فتوجهت "مريم" ناحية "شهد" هاتفة:
يلا قوميلي علشان ترسمي.

وريث آل نصران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن