الفصل الثالث والسبعون (عشرون يوم)

113K 6K 938
                                    

الفصل الثالث والسبعون (اتحاد واستعداد)
رواية وريث آل نصران (الجزء الثاني)
بسم الله الرحمن الرحيم

زحام و أبواق سيارات مزعجـــــة
للي يطول له رصيف.. يبقي نجـــا
لو كنت جنبي يا حبيبي أنــــــــــــا
مش كنت أشوف إن الحياة مبهجة !
(صلاح چاهين)

لم يكن تصريحا عاديا، فبعد رؤيتها له وقد أصابه عيار ناري لم تحتمل أكثر، تواصلت مع "حسن" بينما في نفس التوقيت كان الجميع يتواجد في المكان الذي دعاهم "نصران" له... مطعم مرفق بمساحة خارجية بها العديد من وسائل الترفيه، ومطلة على بقعة خضراء محببة للعين، فضلوا البقاء في الداخل واختاروا الطاولة... جلس "نصران" وعلى يمينه زوجته وعلى اليسار ابنته التي جاورتها "شهد" ثم "مريم" و والدتهما وفي المقعد المجاور لها "حسن" ... هتف "نصران"  وهو يتأمل المكان من حوله:
قوم يا "حسن" كلم اخوك... شوفه مجاش هو و "ملك" ليه؟

بررت له "مريم":
هو كلم " ملك" قالها انهم يروحوا سوا، وهي راحته... أكيد جايين ممكن بس اتأخر شوية علشان الطريق.

وافق "نصران" على حديثها وكانت "رفيدة" تجلس بترقب، تخشى ما سيحدث بعد دقائق، همست بنبرة منخفضة:
بابا أنا خايفة من ردة فعل الاتنين.

_ اتصرفي عادي وزي ما اتفقنا.
كان هذا رد والدها والذي تبعه دخول "طاهر" وبيده ابنه قائلا بنبرة سمعها الجميع:
مساء الخير.

حلت الصدمة على "شهد" كذلك شقيقتها ووالدتها، ولكنها كانت الوحيدة التي احتدت عيناها وهي تطالع "رفيدة" فابتسمت الأخيرة بتوتر وكأنها لم تفعل شيء... ولم تتوقع أن تقوم "شهد" تاركة مقعدها وتقول:
قومي يا "رفيدة" عايزاكي.

أشار "نصران" لابنته بعينيه فهزت رأسها وهي تسير خلفها، بينما طرح "طاهر" سؤاله وهو يجلس في المقعد المخصص لشقيقته:
بابا مش أنت قولتلي "شهد" قالت مش جاية؟

_ واهي جت، هعمل ايه يعني هطردها؟
كان هذا همس "نصران" المتذمر له، والذي كان محاولة للهرب من أي إجابة.

فتحت "سهام" حوار حتى لا ينزعج زوجها من الصمت الذي خيم على المكان فوجهت سؤالها على مضض إلى الجالسة في مواجهتها:
نتيجتك لسه مطلعتش يا "مريم"؟

هزت " مريم" رأسها نافية وهي تقول:
لا لسه... بيحنطوها.

ضحكوا على قولها عدا "سهام" التي أعطتها ابتسامة قائلة:
ربنا يوفقك.

في نفس التوقيت خرجت "شهد" من المطعم إلى المساحة الخارجية المخصصة للترفيه ولعب الأطفال وتبعتها "رفيدة"، وما إن انفردت بها " شهد" حتى تحدثت بانزعاج:
ايه لعب العيال ده... هو ده طاهر اللي مش جاي؟

وريث آل نصران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن