الفصل الخمسون (يمزق حقها)

117K 5.8K 2K
                                    

الفصل الخمسون (يمزق حقها)
#رواية_وريث_آل_نصران
(الجزء الثاني)
بسم الله الرحمن الرحيم

البراءة دائما قادرة على أسر أي شخص، قادرة على اختراق كل الحصون، ودك كل القلاع... ولكن هل تفلح مع حصونه هو أم أن حصونه لا تُخترق أبدا، وقلاعه أقسمت على ألا تُدك.

توقع "نصران" كل شيء إلا مشهد ابنه الذي يحتضن "ملك" ولا يتيح لها الفرصة للابتعاد... تشعر بالحرج الشديد الذي امتزج بخوف أن تنزل والدتها التي لم تغفر لها حتى الآن يوم أن فضلته على الجميع لذا همست برجاء شديد:
عيسى أرجوك ابعد... عمو واقف، وماما لو نزلت هتعمل مشكلة.

وكأنها لم تقل شيء، فطالعت "نصران" بوجه كسته الحمرة، فوجدته قد دخل وجلس على مقعد هاتفا مجددا ينبه ابنه أنه هنا:
سلام عليكم يا ست '"هادية" مره كمان علشان لو مسمعتيش.

حينما لم يجد ردة فعل من ابنه جذب كوب الشاي الذي قد أعدته "ملك" من أجلها وذهبت لتصنع كوب اخر لعيسى... بدأ في الاحتساء وهو يقول:
طب يا "عيسى" أنا قاعدلك اهو لما اشوف أخرتها معاك ايه، طالما لا فارق معاك الشارع و لا الناس اللي ممكن حد فيهم يجي المحل يشتري حاجه.

هنا فقط حررها وابتعد عنها، ترغب في التبخر الآن... عدلت من حجابها وحاولت الحديث لكنها لم تعرف ماذا تقول فقط قالت لوالده بارتباك:
عمو والله أنت فاهم غلط... هو أنا كل مره ببقى مضطرة أشرح لحد إنه فاهم غلط.

كرر نصران خلفها متعجبا:
كل مره؟

همس "عيسى" ضاحكا وهو ينزح عن عينيه أي أثر لدموعه:
البسي، أهو انتِ اللي عكيتي.

سمعت ما قال لذا بلا تردد وقد نست كل ما تعلمته من حديث، وجدت نفسها تردد:
عمو أنا طالعه أندهلك ماما.

فرت هاربة من أمامهما، تبقى "عيسى" و "نصران" الذي يطالعه بنظرات متفحصة فقال ببراءة:
ايدها اتلسعت من الماية في الكاتل، فكنت بغسلهالها.

_ بتغسلهالها في حضنك بقى يا بن نصران؟
قال والده ذلك فلم يستطع منع ضحكاته وخاصة ووالده يتابع:
حتى لو هتحضنها ميبقاش عيني عينك كده قصاد الرايح والجاي، متبقاش بجح.

أشار على نفسه متصنعا الاستنكار وهو يسأل والده بضحك:
بقى أنا بجح؟

أكد له والده ذلك بقوله:
هو أنت مستغرب، ما انت عارف انك بجح ومبتستحيش من حد كمان.

طلب من والده من أجلها فقط:
طب متقولش قدام أمها حاجه.

سأله والده وقد غاظه طلبه:
أقولها ايه يا واد أنت... أقولها ابني كان حاضن بنتك؟

_ لا هي شافتني وأنا هبوسها قبل كده متقلقش.
لم يتوقع "نصران" منه قول كهذا لذا أخبره بضجر:
أتاريها مش طايقاك، خف يا "عيسى" شويه، "هادية" عندية ودماغها ناشفة ولو قلبت عليك هتطلع عينك، وأنا مبقتش عارفلك حاجه، كل دقيقة بحال.

وريث آل نصران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن